============================================================
مقدمة المحقق / ترجمة الإمام الحافظ ابن الجوزي الحتبلي المتهم بسوء العقيدة واصلا عند ابن القصاب، فقال له: أين أنت عن ابن الجوزي، فهو من آكبر آصحاب ابن يونس، وأعطاه مدرسة جدي وأحرقت كتبي بمشورته، وهو ناصبي(1) من أولاد أبي بكر؟!
وكان ابن القصاب شيعيا خبيثا، فكتب إلى الخليفة وساعده جماعة، ولبسوا على الخليفة، فأمر بتسليمه إلى الركن عبد السلام، فجاء إلسى باب الأزج إلى دار ابن الجوزي، ودخل وأسمعه غليظ المقال كما ذكرنا.
وأنزل في سفينة، ونزل معه الركن لا غير، وعلى ابن الجوزي غلالة بلا سراويل، وعلى رأسه تخفيفة، فأحدر إلى واسط، وكان ناظرها العميد أحد الشيعة.
فقال له الركن: حرسك الله، مكني من عدوي لأرميه في المطمورة.
فعز على العميد وزجره وقال: يا زنديق أرميه بقولك هات خط الخليفة، والله لو كان من أهل مذهبي لبذلت روحي ومالي في خدمته!
فعاد الركن إلى بغداد، وكان بين ابن يونس الوزير وبين أولاد الشيخ عبد القادر عداوة قديمة، فلما ولي الوزارة ثم أستاذية الدار، بدد شملهم، وبعث ببعضهم إلى مطامير واسط فماتوا بها، وأهين الركن باحراق كتبه النجومية.
(1) ليس صحيحا البتة نسبة النصب للإمام ابن الجوزي رحمه الله تعالى؛ بل على العكس من ذلك، فقد كان سيفا صقيلا على مجسمة الحنابلة النواصب، وشنع عليهم نصبهم وحبهم (يزيد بن معاوية بن أبي سفيان)، حيث ألف كتابا في ذم يزيد سماه: "الرد على المتعصب العنيد المانع من ذم يزيد" [طبع في دار الكتب العلمية]) رد فيه على عبد المغيث الحنبلي المدافع عن (يزيد)؛ وقد وصفهم بأنهم كسؤا المذهب الحنبلي برجس النصب والتجسيم، حيث قال في كتاب لادفع شيه التشبيه بأكف التنزيه" (ص/102) وهو يرد عليهم: "فلا ثدخلوا في مذهب هذا الرجل اأي الإمام أحمدا الصالح السلفي ما ليس منه، ولقد كسيتم هذا المذهب شينا قبيخا حتى صار لا يقال حنبلي إلا مجسم، ثم زينتم مذهبكم أيضا بالعصبية ليزيد بن معاوية، ولقد علمتم أن صاحب المذهب أجاز لعنته".
पृष्ठ 15