============================================================
149 المطلب الثاني) التأويل عند علماء السلف والخلف العناية والحراسة؛ والوجه في حسن المجاز: أن من عظمت عنايته بشيء، وميله إليه، ورغبته فيه، كان كثير النظر إليه، فجعل لفظ (العين) - التي هي آلة لذلك النظر - كناية عن شدة العناية"(1).
تأويل قول الله سبحانه تعالى: { إن الذين عندرك [الأعراف/206]. و ل{ من ذا الذى يشفع عنده "إلا باذنه} [البقرة /255]. و{ فى مقعد صدق عند مليك مقنرر} [القمرا/55]. و ا بن لى عندك بيتا فى الجنة} [التحريم/11] . ول{ وإن لهر عندنا لزلقى وحسن معاب} [ص/40]. ول({ ومن عنده، لا يستكيرون} [الأنبياء/9]: قال الإمام ابن جماعة بعد أن ساق هذه الآيات: "كل ذلك، ليس المراد به عندية الجهة بل عندية الشرف والكرامة والإعانة والجبر واللطف، لا عندية الحيز والمكان فإن كون الرب تعالى عند الإنسان باعتبار الجهة والمكان محال بالإجماع"(2).
وقال الإمام اللغوي أبو حيان الأندلسي (ت/745ه) في تفسيره: "ومعنى العندية الزلفى والقرب منه تعالى بالمكانة لا بالمكان"(2).
وقال الإمام ابن العراقي (ت/826ه): "والله تعالى منزه عن الاشتقرار والتحيز والجهة فالعندية ليست من حضرة المكان بل من حضرة الشرف"(4).
وفي نهاية هذا المبحث، يتبين أن مسلك التأويل هو المسلك الصحيح الموافق 0 للشرع والعقل، لأن الله تعالى منره عن مخاطبة عباده بالمهمل الذي لا يفهم معناه كما هو مسلك التفويض، فإن التفويض كما مر- هو عدم معرفة النص والمراد منه وقراءته (1) الرازي، أساس التقديس في علم الكلام (ص/96).
(2) ابن جماعة، إيضاح الدليل في قطع حجج أهل التعطيل (ص/112).
(3) أبو حيان الأندلسي، البحر المحيط في التفسير (264/5).
(4) انظر: أبو الفضل العراقي، طرح التثريب في شرح التقريب (84/8).
पृष्ठ 149