मजलिस
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
शैलियों
وتارة يكون المن تلويحا، وقد عدوا في المن ذكر العطية، لأن من شروط المعروف تعجيله، وإتمامه، وتصغيره، ونسيانه بعد فعله.
ومن وجوه المن: الإنعام والإحسان، ومنه في أسماء الله تعالى المنان، وقد تقدم أن المنان الذي يبتدى بالنوال قبل السؤال، ويجود بالعطاء قبل الدعاء، وقيل: هو العظيم المواهب، فإنه سبحانه أعطى الحياة والعقل والنفس، وصور فأحسن الصور، ورزق من الطيبات، وأنعم بما لا يحصى من النعم والهبات، والعطايا والمنح السنيات، ومنه قوله تعالى في هذه الآية الشريفة: {لقد من الله على المؤمنين} أي أحسن فأجمل، وأنعم فأجزل.
ومن الإحسان المشار إليه: بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المؤمنين يتلو عليهم آيات الله فيسمعونها ويتعلمونها ويعملون بمقتضاها بتوفيق الله تعالى لذلك، وإذا وفقهم فقد زكاهم وأصلحهم، كما أشير إليه بقوله تعالى: {ويزكيهم}.
وقوله تعالى: {ويعلمهم الكتاب والحكمة} الكتاب: القرآن، والحكمة عند الجمهور: السنة، وكلاهما علم الدين. والعلم إذا أطلق: المراد به هذا، وهو على أقسام:
1- منها: علم الأصل، وهو معرفة الله جل وعلا.
2- ومنها: علم الأحكام من الكتاب والسنة مجملا ومفصلا مع معرفة مراتب النصوص، والناسخ والمنسوخ، والاجتهاد في إدراك المعاني، وتمييز شروط القياس، ومعرفة أقاويل السلف، وما أجمعوا عليه واختلفوا فيه.
पृष्ठ 134