ولما كان الملك الأشرف بخلاط، قدم عليه شخص يقال له النظام ابن أبي الحديد ومعه نعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فتلقاه الملك الأشرف ووضع النعل على عينيه وجعل يبكي، وخلع على النظام، ورتب له مرتبا كثيرا، وقال الملك الأشرف: قلت في نفسي: هذا النظام يطوف البلاد، وأنا أؤثر أن يكون عندي قطعة من النعل، فعزمت أن آخذ منه قطعة، ثم قلت في نفسي: ربما يتأسى بي أحد فيؤدي إلى استئصاله، وقلت: من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه.
فأقام عندي النظام شهورا ثم مات فأوصى لي بالنعل، فأخذت النعل بأسره. ثم وضعها الملك الأشرف في ذاك المكان.
وهي هذه التي أول من وليها الإمام العلامة الحافظ أبو عمرو عثمان ابن الصلاح، ثم الخطيب عماد الدين ابن الحرستاني، ثم الشيخ شهاب الدين أبو شامة، ثم شيخ الإسلام أبو زكريا النواوي، ثم الشيخ زين الدين أبو محمد عبد الله الفارقي، ثم الإمام صدر الدين ابن الوكيل، ثم الشيخ كمال الدين ابن الزملكاني، ثم القاضي كمال الدين أبو العباس أحمد بن الشريشي.
पृष्ठ 31