351

मजलिस

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

शैलियों

والفرق بين الإطناب والتطويل -الذي ليس من البلاغة وهو عي- يظهر من مثال ضربه أبو الحسن علي بن عيسى بن علي الرماني في ((النكت في إعجاز القرآن)) فصاحب التطويل كسالك طريقا بعيدا جهلا منه بالطريق القريب، وصاحب الإطناب كمن سلك طريقا بعيدا لما فيه من النزه الكثيرة والفوائد العظيمة، فيحصل له في الطريق إلى غرضه من الفائدة على نحو ما يحصل له بالغرض المطلوب.

ووجه الإطناب ظاهر في قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا} الآية.

ومن أقسام البلاغة: 3- الاستعارة، وهي التي توجب بلاغة ببيان لا تنوب منابه الحقيقة، ولابد لكل استعارة من حقيقة، ومن معنى مشترك بين المستعار منه والمستعار له، فلابد من بيان لا يفهم بالحقيقة. فقوله تعالى: {لقد من الله} حقيقة من: أحسن وأنعم، والإحسان قد يكون بسؤال وقد يكون بلا سؤال، والمن هو الإحسان ابتداء بلا سؤال، فعلى هذا: (من) أبلغ من الحقيقة الذي هو (أحسن)، والمعنى المشترك بينهما: إيصال النفع إلى المنعم عليه، إلا أن الإيصال ابتداء كمفهوم (من) أبلغ. والله أعلم.

ومن أقسام البلاغة: 4- الفواصل: وهي الأسجاع والقوافي. فالفواصل: حروف متشاكلة في المقاطع توجب حسن إفهام المعاني، وهي على وجهين:

أحدهما: على الحروف المتجانسة، ومنه قوله تعالى في هذه الآية الشريفة: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم، يتلو عليهم آياته ويزكيهم}.

والوجه الثاني: على الحروف المتقاربة، ومثلوه بقوله تعالى: {الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين} فالميم والنون متقاربان.

पृष्ठ 407