मजलिस
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
शैलियों
4- ومن فوائد الحديث: أن ظاهره يقتضي أن قوله ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) كقوله ((ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)) لأن معناهما واحد، وهو حصول الرحمة من الله لمن يرحم عباده، لكن لما ذكر الثاني بلفظ غير الأول حسن التكرار مع إفادة المعنى، وقد يكون الأول لأحد القسمين من الراحمين، والثاني للآخر منهم، فأحد القسمين من لم يبلغه النص في ثواب الرحمة لخلق الله، فأول الحديث لهذا القسم، لأنه لا بد لهم من الثواب وإن لم يعلموا النص عليه، لقوله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن))، والقسم الثاني من بلغهم النص في ثواب الرحمة، فخوطبوا بقوله صلى الله عليه وسلم : ((ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)).
ويحتمل أن الرحمة لما كانت تصدر من المؤمنين والكفار، والله لا يضيع عمل عامل: أما الكفار فيجازيهم في الدنيا بحسناتهم حتى يلقوا الله ومالهم حسنة يجزون بها، فأول الحديث يتناولهم، وهو قوله صلى الله عليه وسلم : ((الراحمون يرحمهم الرحمن)) لأن الرحمن ذو الرحمة الشاملة التي عمت المؤمن والكافر، والصالح والطالح في الدنيا، وآخر الحديث خاص بالمؤمنين. ولهذا -والله أعلم- خاطبهم بقوله: ((ارحموا أهل الأرض يرحمكم من في السماء)).
5- ومن فوائد الحديث: أن من سمعه وعمل به إيمانا بالله واحتسابا للثواب الموعود به فيه زكى الله عمله، وبلغه من الثواب أمله، وكان من أهل السنة التي وعد الله متبعها بالجنة، كما أن من ابتدع، وأعرض عن السنة وما اتبع، فقد دنا حتفه، ورغم بإعراضه أنفه.
पृष्ठ 273