मजलिस
مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}
शैलियों
والقرآن -جل منزله- لم يكن وقت نزوله على النبي صلى الله عليه وسلم مكتوبا وإنما ذلك باعتبار أنه كان مكتوبا في اللوح المحفوظ، قال الله عز وجل: {بل هو قرآن مجيد. في لوح محفوظ}، ويحتمل أنه سمى كتابا باعتبار ما يؤول إليه، لأنه جمع بعد نزوله وكتب ، والأول أظهر، لأن أبا بكر الصديق وغيره رضي الله عنهم لما امتنعوا من كتابة القرآن حين اجتمعوا عند أبي بكر رضي الله عنهم لجمعه، لو فهموا عن الله عز وجل أن الكتاب سمي بذلك باعتبار مصيره مكتوبا في المستقبل ما امتنعوا من الكتابة أولا. والله أعلم.
ويطلق الكتاب أيضا على الحكم، وبه فسر قول الله تعالى: {وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله} أي: في حكمه، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم : ((لأقضين بينكما بكتاب الله)). والكتاب أيضا: الفرض، ومنه قوله تعالى: {كتابا موقوتا} وكتب الشيء: قضاه، وجعله، وأمر به، وفرغ منه، وقدره، وأحصاه، وغير ذلك من الوجوه.
ومن الأشباه أيضا في الآية: قوله تعالى {والحكمة} هي هاهنا سنة النبي صلى الله عليه وسلم ، وبذلك فسره ابن عباس رضي الله عنهما فيما رواه عنه مجاهد، وروي عن قتادة وآخرين، وبه قال إمامنا الشافعي رضي الله عنه، فقال في كتابه ((الرسالة)) من كتابه ((الأم)) -وهو أولها-: وقد فرض الله تعالى على الناس اتباع وحيه وسنن رسوله صلى الله عليه وسلم فقال في كتابه: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم}.
पृष्ठ 254