3- ثم وليها الإمام العلامة المقرئ الحافظ شهاب الدين أبو القاسم -ويقال أبو محمد- عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم بن عثمان بن أبي بكر بن إبراهيم بن محمد المقدسي المعروف بأبي شامة، ولد ليلة الجمعة الثالث والعشرين من ربيع الآخر سنة تسع وتسعين وخمس مئة، برأس درب الفواخير داخل الباب الشرقي بدمشق، أخذ عن الشيخ موفق الدين الحنبلي أبي محمد عبد الله بن أحمد ابن قدامة المتوفى يوم عيد الفطر سنة عشرين وست مئة، وسمع الحديث منه ومن طائفة كثيرة، وأخذ الفقه من فخر الدين ابن عساكر -وهو أبو منصور عبد الرحمن بن محمد بن الحسن بن هبة الله بن عبد الله بن الحسين الدمشقي المتوفى عاشر شهر رجب سنة عشرين وست مئة- وغيره، وقرأ على أبي الحسن علي بن محمد السخاوي المتوفى في جمادى الآخرة سنة وفاة ابن الصلاح، وأخذ الأصول عن السيف الآمدي: أبي الحسن علي بن أبي علي بن محمد بن سالم التغلبي المتوفى في صفر سنة إحدى وثلاثين وست مئة، وشرح الشاطبية، واختصر ((تاريخ دمشق)) لابن عساكر، وله التاريخ المسمى ب ((الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية))، والذيل عليه، وغير ذلك.
توفي في رجب سنة خمس وستين وست مئة، نزل عليه بمنزله بطواحين الأشنان جماعة فضربوه حتى ظنوا أنه مات، ثم ذهبوا وتركوه، وعرفهم؛ وقد أشار إلى هذه القصة في كتابه:
قلت لمن قال: أما تشتكي ... ما قد جرى فهو عظيم جليل
يقيض الله تعالى لنا ... من يأخذ الحق ويشفي الغليل
إذا توكلنا عليه كفى ... فحسبنا الله ونعم الوكيل
ولم يزل الشيخ شهاب الدين متمرضا إلى أن توفي رحمه الله.
4- فوليها بعده الشيخ الإمام العلامة الزاهد شيخ الإسلام بركة الأنام الإمام محيي الدين أبو زكريا النووي رحمة الله عليه.
5- ثم وليها بعده الشيخ الإمام مفتي المسلمين زين الدين أبو محمد عبد الله بن مروان بن الفارقي، وكانت وفاته بعد عصر يوم الجمعة الحادي والعشرين من صفر سنة ثلاث وسبع مئة، ودفن من الغد بتربة أهله بسفح قاسيون جوار تربة الشيخ أبي عمر.
6- ثم وليها الإمام صدر الدين أبو عبد الله محمد بن عمر بن مكي بن عبد الصمد بن عطية بن أحمد الشافعي ابن الوكيل.
7- ثم وليها بعد عزل ابن الوكيل عنها الإمام العلامة كمال الدين أبو المعالي محمد ابن الزملكاني، توفي ببلبيس ليلة الأربعاء سادس عشر شهر رمضان سنة سبع وعشرين وسبع مئة، فحمل إلى القاهرة ودفن بها.
पृष्ठ 47