193

मजलिस

مجالس في تفسير قوله تعالى: {لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم}

शैलियों

وكذلك هذه الآية الشريفة، افتتحت بذكر الله ومنه على المؤمنين بالإنعام ببعثة سيد المرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وختمت بذكر الإنقاذ من الضلال المبين.

ومن المتشابه: متشابه السور، وهو على قسمين أحدهما: أن تشبه قصة سورة قصة أخرى، كالأنفال وبراءة. قال ابن عباس رضي الله عنهما: قلت لعثمان رضي الله عنه ما حملكم على أن عمدتم إلى براءة وهي في المئين، وإلى الأنفال وهي من المثاني، فقرنتم بينهما ولم تجعلوا بينهما سطرا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتموها في السبع الطول؟ فقال عثمان رضي الله عنه: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينزل عليه من السور التي يذكر فيها كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه الآيات يقول: ضعوا هذه الآيات في موضع كذا وكذا، فإذا أنزلت عليه السورة يقول: ضعوا هذه في موضع كذا وكذا، وكانت الأنفال أول ما أنزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر القرآن نزولا، وكانت قصتها تشبه قصتها، فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يبين أمرها، فظننت أنها منها، فمن أجل ذلك قرنت بينهما ولم أجعل بينهما سطرا فيه: بسم الله الرحمن الرحيم، ووضعتها في السبع الطول.

والقسم الثاني من متشابه السور: في عدد الآي، كسورة الفاتحة وسورة أرأيت: كل منهما سبع آيات، وكسورة يوسف والإسراء والأنبياء، كل منهن مائة آية وإحدى عشرة آية، وكسورة الجمعة والمنافقين والضحى والعاديات والقارعة، كل منهن إحدى عشرة آية، وكسورة العصر والكوثر والنصر، كل منهن ثلاث آيات؛ وهذا أقل المتشابه من السور في عدد الآي، وأكثر ما في متشابه السور عددا سورة براءة وطه، كل منهما مائة آية وثلاثون آية.

पृष्ठ 242