============================================================
ايها الانسان ! ما يمنعك أن تتزع (1) من حضيض البلاء إلى مقر البقاء الأبدي في السموات العنلا ، ولك من الشريعة الحنيفية سلم إليها منصوب ، وبين يديك من آثار نعمها ظل ممدود ، وماء مسكوب ، وانت عاكف لعبادة صم جسمك ، لاه عن العناية بجوهر النفس الذي هو أجل قسمك، فانظر رحمك الله لغدك ما دام طرف الحبل بيدك ، من قبل آن تفوق لك لمنايا باسهمها ، وتنفذ في احشاءك سمها فتقول : يا ليتي بصواب ما آمرت به تمسكت . أو تقول : رب ارجعي لعلي أعمل صالحا في ما تركت : وقد كان قرأ عليكم (2) عن ذكر من غلا في من يغلو فسفل من حيث 1113 ظن أنه يعلو ، وقوله في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) و في القرآن ما قام البرهان في جوابه على أنه افترى على الله كذبا واختلق وقذف بالحق والصواب على باطله فزهق ، ونحن نسوق من زيادة الشرح في ذلك ما يشرح الله به صدور المؤمنين ، ويزيد في يقين المخلصين ، في دينهم الموقنين ، بمشيئة الله وعونه فنقول : اننا وجدنا في كل جنس من اجناس الحيوان والأشجار والنبات والجماد شيئا فهو غاية ذلك الجنس وكماله المستوفي لشرفه وقواه ، فمن ذلك اننا وجدنا في جنس الحجر الكثيف المظلم ما يسمى الياقوت الأحمر ، قد ميزه الله تعالى عن الحجر ، و و إن كان حجرا ، وأعطاه من قوة تأثير الشمس صبغة ونورا ، [فاستدلينا من)(3) ذلك على مقامات الأنبياء (ص) الذين اختارهم الله تعالى (4) 114 من البشر ، وان كانوا بشرا فصبغهم ا بصبغة دينه ، وأعطاهم قوة رسالته وحمل أمانته ، وكمثل ذلك في جنس النبات والأشجار نوع الزروع والنخيل المشمرة ، ومن جنس الحبوان نوع البشر الذين شرفوا (1) تنزع : تفزع في ذ (2) عليكم : عليك فيق.
(2) فاستدلينا من : فاسنه لناس فيق (4) تعالى : سقطت فيق
पृष्ठ 107