============================================================
تفضيء شمس : ولا قمر ، ولانجوم ، وإن جميع هذه الأنوار المحسوسة الواقعة تحت العين مجازأ لتصرمها وانقضاءها ، وزوال سلطانها ، ونور القرآن تحقيق وتأبيد وخلود ، وإنه لنور الآخرة ، ونحن اليوم نلحظ به ونعاين بعين عقولنا من معالم الآخرة فيه كل عجيب ، هذا ونحن في قبضة الجسم وآسر الطبيعة : فكبف إذا كشف الحجاب، وارتفعت هذه العلاثق والأسباب ، وصارت الدار والملكة للقرآن ، وأهل القرآن ؟ فقد ثبت أنه النور على جهة التحقيق ، وأن الأنوار المحسوسة أنوارا على المجاز ، والمجاز ما ينتهي ويفى (1) . والحقيقة ما لا تنتهي وتبقى أيها المؤمنون : أنتم الموقوفون على أسرار الدين ، المقتفون آثار المهتدين السارحون في رياض النعيم ، المجتنون من ثمار الحكيم ، فاحمدوا الله تعالى الذي جعل لكم بصفوة بريثه سلطانا ، ومن جبال رحمته أكنانا ، وكونوا 18 الولي أمركم طائعين ا وإلى ما يرضي الله سبحانه ويرضيه مسارعين ، واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين ، وتجملوا بجمال الشريعة ، وكونوا من نخبة الشيعة ، والحقوا باصلحهم أعمالا ، وأطهرهم من الدرن سربالا، ولا يغيرن(2) أحدكم في وجه ما أتاه(3) الله من فضله ، ولا تجاذب عنانه النفس الأمارة بالسوء نحو فعله قال الصادق جعفر بن محمد (ع) : قصم ظهري رجلان : مؤمن فاسق ، ومنافق ناسك . هذا يدعو إلى باطله بنسكه ، وذلك ينفر عن حقه بفسقه : جعلكم الله ممن أخلص له الطاعة ، ولم يفرط في جنبه ، وشرح صدره لاسلام فهو على نور من ربه . والحمد لله بارئ النسم، ومنشيء الأمم وحي الرمم ، المتعالي عن مسمى الأفكار والهمم ، وصلى الله على سيد العرب (1) ويفى : ويبقى فيق (2) يغيرن : يغيرون فيق (2) أتاه : اتيه في ذ
पृष्ठ 35