============================================================
لله المنزه عن شبه الصفات والموصوفات، فمن خلقه ما هو موصوف ومنه ما هو صفة ، القاصرة المعرفة دونه ، إذ الاعتراف بالقصور عن معرفته مرفةا وهنا ينفي آن يكون الباري سبحانه وتعالى يتصف باية صفة من صفات موجوداته لأنه موجدها ، والعجز عن إدراك ماهية الله هي المعرفة الحقة : لأن من يعرف الله الخالق المبدع ويجرده عن سمات بريته ، وصفات موجوداته يؤدي عرفانه هذا إلى الاثبات المحض ، لأن المبدع غير محسوس و لامدرك ولا يدعي أحد بأنه قد عاينه ، إنما من الواجب الإقرار به تعالى من جهة أفعاله المحكمه المتقنة : ويضيف في نفس المجلس إلى ذلك قائلا : " إعلموا : إن توحيد الله سبحانه يكبر عن أن تتصوره النفوس ، أو تدركه العقول ، لوجود المناسبة بين كل مدركة ومدرك ، بحكم الضرورة ، فإذا عدمت امناسبة بطل الادراك ، ومثال ذلك وجود المناسبة بين البصر والمبصر پالقوة الجسمية، والسامع والمسموع بالقوة الريحية ، والشام والمشموم بالقوة البخارية، والذائق والمذوق ، واللامس والملموس ، بالقوة الحسية ، فإذا جاز لنا كون الباري مدركا للعقول والنفوس ، أثبتنا وجود مناسبة بينه وبينها وبها يصح الإدراك . وإذا أثبتنا ذلك أوجبنا أن في كل ذي عقل وذي نفس أثرا من الالهية ، وزدنا في الكفر بانتحال هذه النحلة .." والجدير بالملاحظة أن المؤيد في الدين قدزين مطالع وخواتم مجالسه باسمى معافي التوحيد والتجريد والتنزيه داعيا المؤمنين إلى التمسك بها ، والعمل بوجبها ، لما في ذلك من المنفعة في الدنيا والآخرة : ومما لا شك فيه بأن القارىء سيجد في المجالس المؤيدية التي نقدم المائة الأولى منها على أن نقدم بقية المجلدات في المستقبل القريب ضالته المنشودة الي ترسم خطا بيانيا واضحا للمعتقدات الفاطمية الناهدة إلى السسو بالنفس الإنسانية إلى الأكمل والأمثل
पृष्ठ 14