प्लेटो की दावत: प्यार पर चर्चा
مائدة أفلاطون: كلام في الحب
शैलियों
محمد لطفي جمعة
تاريخ الفلسفة اليونانية
(1) أصول الفلسفة اليونانية - مدينة يونان - الشعر يعد الطريق للفلسفة
لم تولد الفلسفة في بلاد يونان ذاتها، إنما ولدت بين ظهراني الإغريق الذين كانوا يعيشون على شواطئ آسيا الصغرى، وفي جزر بحر إيجه، وكان ظهورها في الوقت المناسب بعد أن مهدت لها الطريق الأشعار الطويلة، والأعياد الدينية، والحروب الداخلية، وبعد أن بدأ الشعراء الحكماء يدونون خواطرهم وتأملاتهم، وبعد أن ولد علم الكائنات، وترعرع في القرن السابع ق.م.
ملأ هؤلاء الإغريق البعيدون عن وطنهم البحار بسفنهم، وطافوا أنحاء الأرض في سبيل التجارة، وأسسوا مدنية، وهذه المدنية الراقية، وعلاقاتها بالأمم المختلفة، وسياحات أربابها في المحيط والتطورات التي اقتضتها أعدت الأفكار للفلسفة.
وكل المدن التي كانت منتثرة على الشواطئ، فضلت حريتها واستقلالها على الانضمام لبعضها البعض، لتكوين وحدة سياسية، ولم تتم تلك الوحدة إلا لمحاربة الفرس؛ إنما كانت علاقاتها ببعضها البعض مستمرة.
وكانت تنطلق في كل أربع سنين من كل المدن والجزائر السفن الكبرى مملوءة بالهدايا، والقربان، والرجال، والنساء، مزينين ومزينات للاحتفال بعيد أيونيا في جزيرة ديلوس، وقد امتزجت بهذا العيد الديني الألعاب الرياضية والرقص، وهذان أعدا فن النحت بإعداد الأبدان الحية، وفي ساحة كبرى كان الشعراء ينشدون قصائدهم، والمنشدون قصائد غيرهم، وفي الساحة العامة كانت تنصب سوق تتبادل فيها المتاجر؛ فيحضر الأثيني بفخاره، والميليزي بصوفه، وأهل أيونيا بزيوتهم الطيبة، وعطور جزيرة العرب، وتبر القوقاز (قولشيت)، والأحجار الكريمة، والأقمشة الغالية، كل من مصدره.
وكانت كل مدينة منشقة على ذاتها، وقد استبدلت الملكية البطريرقية (سيادة الوالد) التي كانت في زمن هوميروس بنظام أوليجاركي، ثم اختفى هذا النظام. وقد اقتضت هذه الأحوال وضع قوانين جديدة ؛ عامة وخاصة.
وكان التشريع صعبا في هذه المدن القوية لارتباك الحياة ونموها؛ لذا قام الشعراء الأقدمون وأوائل الفلاسفة بأعباء السياسة، واشتغلوا بها باعتبار أفضليتهم.
وفي شعر هوميروس لا يختلف التعليم الأدبي عن الحقائق ونتائجها، ثم بدأ التفكير ضعيفا عند هزيود؛ وذلك لعلاقته بعواطف الشعراء. يذكر هزيود خلافه مع أخيه بيرسيه عندما يكتب فيقول: «العراك نوعان؛ الأول مذموم ومخيف، وهو الخصام والدعوى، والثاني شريف وعظيم، وهو مباراة المتفننين وأرباب الصنائع.» وقد أوحى إليه ما قاساه من ظلم الملوك ديوان «البلبل والباشق»، ومما جاء فيه: «لتتحارب الحيوانات المتوحشة والأسماك والطيور، ولتفن بعضها بعضا؛ لأنه ليس بينها عدل؛ أما البشر فقد أعطاهم زفس العدل، وهو أحسن الأشياء.» وفي قصيدة «العمل والأيام»: السعادة في العمل والفضيلة، وبهما يحصل الإنسان على بركة الرب، ورضى «المشتري»، وبهما يتقي شر الكذب والظلم.
अज्ञात पृष्ठ