अल-महासिन वल-अद्दाद
المحاسن والأضداد
प्रकाशक
دار ومكتبة الهلال
प्रकाशक स्थान
بيروت
قال: فجاء الحسن بسيف رسول الله ﷺ ودرعه فوضعهما بين يدي الحجاج، فأرسل الحجاج إلى رجل من بني أبي رافع مولى رسول الله ﷺ فقال له: «هل تعرف سيف رسول الله ﷺ»؟ قال: «نعم»، فخلطه بين أسيافه ثم قال: «أخرجه» . ثم جاء بالدرع فنظر إليها، ثم قال: «هناك علامة كانت على الفضل بن العباس يوم اليرموك، فطعن بحربة فخرقت الدرع فعرفناها»، فوجد الدرع على ما قال. فقال الحجاج: «أما والله لو لم تجئني به، وجئت بغيره لضربت به رأسك» . وذكروا أن الحجاج قال ذات ليلة لحاجبه: «أعسس «١» بنفسك، فمن وجدته فجئني به فلما أصبح أتاه بثلاثة، فقال: «أصلح الله الأمير ما وجدت إلا هؤلاء الثلاثة»، فقال الحجاج لواحد منهم: «ما كان سبب خروجك بالليل وقد نادى المنادي أن لا يخرج أحد بالليل»، قال: «أصلح الله الأمير كنت سكران فغلبني السكر فخرجت ولا أعقل»، ففكر ساعة ثم قال: «سكران غلبه سكره خلوا عنه لا تعودن» . ثم قال للآخر: «فأنت ما كان سبب خروجك»؟ قال: «أصلح الله الأمير كنت مع قوم في مجلس يشربون فوقعت بينهم عربدة فخفت على نفسي فخرجت»، ففكر الحجاج ساعة فقال: «رجل أحب المسالمة خلوا عنه»، ثم قال للآخر: «ما كان سبب خروجك»؟ فقال: «لي والدة عجوز، وأنا رجل حمال فرجعت إلى بيتي فقالت والدتي: ما ذقت إلى هذا الوقت طعامًا ولا ذواقًا، فخرجت التمس لها ذلك فأخذني العسس» ففكر ساعة ثم قال:
«يا غلام اضرب عنقه، فإذا رأسه بين رجليه» .
1 / 68