من أهل الشام»، فقال رجل من أهل العراق: «يا أمير المؤمنين علقناك، وعلقت بأهل الشام وعلق أهل الشام بآل مروان، فما أعرف لنا مثلًا إلا قول الأعشى
علقتها عرضًا وعلقت رجلًا ... غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
فما وجدنا جوابًا أحسن من هذا. قال: وقال مسلمة بن عبد الملك:
«ما شيء يؤتى العبد بعد الإيمان بالله تعالى، أحب إلي من جواب حاضر، فإن الجواب إذا انعقب لم يكن شيئا» .
وضده، قال: اجتمع عند رسول الله ﷺ الزبرقان بن بدر «١» وعمرو بن الأهثم «٢»، فذكر عمرو الزبرقان قال: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله، إنه إطعام جواد الكف، مطاع في أدانيه، شديد العارضة، مانع لما وراء ظهره» . فقال الزبرقان: «بأبي أنت وأمي يا رسول الله إنه ليعرف مني أكثر من هذا، ولكنه يحسدني» . فقال عمرو: «والله يا نبي الله، إن هذا لزمر المروءة، ضيق العطن، لئيم العم، أحمق الخال»، فرأى الكراهية في وجه رسول الله ﷺ لما اختلف قوله، فقال: «يا رسول الله ما كذبت في الأولى، ولقد صدقت في الأخرى، ولكني رضيت فقلت أحسن ما علمت، وسخطت فقلت أسوأ ما أعلم» . فقال رسول الله ﷺ: (إن من البيان لسحرًا، وإن من الشعر لحكما) .
وذكروا إن الوليد بن عقبة قال لعقيل بن أبي طالب: «غلبك على الثروة والعدد» . قال: «وسبقني وإياك إلى الجنة» . قال الوليد: «أما والله إن شدقيك لمتضمخان من دم عثمان» . قال عقيل: «ما لك ولقريش؟ وإنما أنت فيهم كمنيح الميسر» . فقال الوليد: «والله إني لأرى لو أن أهل الأرض
1 / 38