قال: فوجه إليهم المأمون بالأموال الكثيرة، وكتب إلى عبيد الله: أما بعد فقد وصلت شكيتك لأهل حرم الله أمير المؤمنين فباكاهم بقلب رحمته وأنجدهم بسبب نعمته وهو متبع ما أسلف إليهم بما يخلفه عليهم عاجلًا وآجلا، إن أذن الله في تثبيت عزمه على صحة نيته؛ قال: فصار كتابه هذا آنس لأهل مكة من الأموال التي أنفذها إليهم.
قال: وكتب جعفر بن محمد بن الأشعث إلى يحيى بن خالد يستعفيه من العمل: «شكري لك على ما أريد الخروج منه شكر من سأل الدخول فيه»، قال وكتب علي بن هشام إلى إسحاق بن إبراهيم الموصلي: «ما أدري كيف أصنع؟ أغيب فأشتاق، وألتقي ولا أشتفي، ثم يحدث لي اللقاء الذي طلبت منه الشفاء، نوعًا من الحرقة للوعة الفرقة» . قال: وكتب معقل إلى أبي دلف: «فلان جميل الحال عند الكرام، فإن أنت لم ترتبطه بفضلك عليه، فعل غيرك» . وكتب أبو هاشم الحربي إلى بعض الأمراء: «غرضي من الأمير معوز، والصبر على الحرمان معجز» . وكتب آخر إلى صديق له:
«أما بعد، فقد أصبح لنا من فضل الله ما لا نحصيه، مع كثرة ما نعصيه، وما ندري ما نشكر: أجمل ما نشر، أم كثير ما ستر، أم عظيم ما أبلى، أم كثير ما عفا؟ غير أنه يلزمنا في كل الأمور شكره، ويجب علينا حمده فاستزد الله في حسن بلائه، كشكرك على حسن آلائه» .
وضدّه، قال الجاحظ: كتب ابن المراكبي إلى بعض ملوك بغداد:
«جعلت فداك، برحمته» . قال: وقرأت على عنوان كتاب لأبي الحسن الشمري: «للموت لنا قبلة»، وقرأت أيضًا على عنوان كتاب: «إلى الذي كتب إلي» .
1 / 36