281

ثم قال : وأما كون السموات هي السيارات السبع بدون توابعها ، فلا يفهم من الآية ، لأن الأقمار التي نثبتها ، والنجوم الصغيرة التي مع المريخ ، يلزم أن تكون تابعة للسموات السبع لأنها تعلونا وهي في العالم الشمسي. وحينئذ ، فالسماوات السبع هي مجاميع السيارات السبع. بمعنى : أن مجموعة زحل بما فيها هو نفسه أي مع أقماره الثمانية تعد سماء ، لأن فلكها طبقة فوق طبقة فلك مجموعة المشتري. ويدل على هذا التطبيق قوله تعالى : ( ولقد زينا السماء الدنيا بمصابيح وجعلناها رجوما للشياطين ، وأعتدنا لهم عذاب السعير ) [الملك : 5] يشير إلى أن السماء الدنيا أي السماء التي تلي الأرض فلك المريخ. فهو وما حوله من النجوم العديدة التي تسمى مصابيح ، وتعتبر كلها سماء وليس السيار نفسه ...! انتهى.

وقوله تعالى : ( وهو بكل شيء عليم ) اعتراض تذييلي مقرر لما قبله ، من خلق السموات والأرض وما فيها على هذا النمط البديع المنطوي على الحكم الفائقة ، والمصالح اللائقة. فإن علمه عز وجل بجميع الأشياء يستدعي أن يخلق كل ما يخلقه على الوجه الرائق.

ولما ذكر تعالى الحياة والموت المشاهدين تنبيها على القدرة على ما اتبعهما به من البعث ، ثم دل على ذلك أيضا بخلق هذا الكون كله على هذا النظام البديع ، وختم ذلك بصفة العلم ذكر ابتداء خلق هذا النوع البشري المودع من صفة العلم ما ظهر به فضله بقوله :

** القول في تأويل قوله تعالى :

* (وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من)

* يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم

* ما لا تعلمون) (30)

( وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة ) أي قوما يخلف بعضهم بعضا ، قرنا بعد قرن. كما قال تعالى : ( وهو الذي جعلكم خلائف الأرض ) [الأنعام : 165] وقال ( ويجعلكم خلفاء الأرض ) [النمل : 62] وقال : ( ولو نشاء لجعلنا منكم ملائكة في الأرض يخلفون ) [الزخرف : 60] وقال ( فخلف من بعدهم خلف ) [مريم : 59]. ويجوز أن يراد : خليفة منكم ، لأنهم كانوا سكان

पृष्ठ 284