176

رضي الله عنها : «أيها قرأت أصبت» (1) وصح من رواية أبي بن كعب ، أن النبي عليه السلام استزاد جبريل لما قرأه على حرف حتى بلغ سبعة أحرف ، وفي رواية لأبي قال : قال النبي لجبريل عليهما السلام : «إني بعثت إلى أمة أميين. منهم الغلام والخادم والشيخ الفاني والعجوز» (2) فقال جبريل : فليقرءوا القرآن على سبعة أحرف. زاد في رواية : فأيما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.

أخرج ابن جرير عن الأعمش قال : قرأ أنس هذه الآية : ( إن ناشئة الليل هي أشد وطئا وأقوم قيلا ) فقال له بعض القوم : يا أبا حمزة! إنما هي أقوم. فقال : أقوم وأصوب وأهنأ واحد.

وعن شقيق قال : قال عبد الله بن مسعود : إني قد سمعت القراء فوجدتهم متقاربين فاقرؤوا كما علمتم. وإياكم والتنطع. فإنما هو كقول أحدكم : هلم وتعال.

وقال ابن سيرين : لا تختلف السبع في حلال ولا حرام ولا أمر ولا نهي : هو كقولك : تعال وهلم وأقبل. كذا في ابن جرير.

قال الإمام ابن قتيبة في كتاب المشكل : كان من تيسير الله تعالى أن أمر نبيه عليه الصلاة والسلام أن يقرئ كل أمة بلغتهم وما جرى عليه عادتهم ، فالهذلي يقرأ : (عتى حين) يريد حتى كذا يلفظ بها ويستعملها ، والنميمي يهمز. والقرشي لا يهمز. والآخر يقرأ : (قيل وغيض) بإشمام الضم مع الكسر ، ( بضاعتنا ردت ) بإشمام الكسر مع الضم.

ولو أراد كل فريق من هؤلاء أن يزول عن لغته وما جرى عليه اعتياده طفلا وناشئا وكهلا لاشتد ذلك عليه وعظمت المحنة فيه ، ولم يمكنه إلا بعد رياضة للنفس طويلة ، وتذليل للسان وقطع للعادة. فأراد الله ، برحمته ولطفه ، أن يجعل لهم متسعا في اللغات ومتصرفا في الحركات ، كتيسيره عليهم في الدين.

قال أبو شامة : معنى قول كثير من الصحابة والتابعين : القراءة سنة يأخذها

पृष्ठ 179