वैज्ञानिक पद्धति की अवधारणा
مفهوم المنهج العلمي
शैलियों
1
وهي الأم الكبرى للعلوم، وجذع شجرة المعرفة، ولا أمل في التقدم إلا بأن ترتد إليها العلوم جميعا، وتبني الدعوة لمنهج البحث المنصب عليها والملائم لها: المنهج التجريبي شريعة العلم، مؤكدا أنه «المنهج القويم الذي يقود البشر، من خلال أحراش التجربة إلى سهول تتسع لبداهات المعرفة».
2
اقترن اسم بيكون بعصر العلم الحديث، وعد وكأنه أبوه الشرعي الذي صاغ شهادة ميلاده الرسمية، حين أصدر كتابه الصغير «الأورجانون الجديد
Novum Organon »؛ أي «الأداة الجديدة» العام 1620م، في إشارة إلى أن أورجانون أرسطو بات أداة بالية، مؤكدا ضرورة التخلي عن التوقير غير المناسب للقديم، مستشهدا باكتشاف العالم الجديد تعبيرا عن أمله باتساع المعرفة، واكتشافها جديدا يتجاوز كل ما عرفه الأقدمون، اعتمادا على منهج التجريب، وقد أصبح الأورجانون الجديد درسا لا بد أن يردده كل مهتم بأمر مفهوم المنهج العلمي.
شارك بيكون رجالات عصره في الهجوم الضاري على عقم القياس الأرسطي، يقول عن الحاملين إياه: «لقد فقدوا غاية العلوم وهدفها، واختاروا طريقا خاطئا باتباعهم منهجا، ليس من شأنه أن يكشف جديدا من مبادئ المعرفة، ويكتفي باتساق النتائج مع بعضها، فليكف الناس عن التعجب من أن تيار العلوم لا يجري قدما في طريقه الصحيح؛ فقد ضللهم منهج البحث، الذي يهجر الخبرة التجريبية، ويجعلهم يلفون ويدورون حول أنفسهم في دوائر مغلقة.»
3
وأعلن منهجا تجريبيا هو الضد الصريح للقياس الأرسطي؛ فكان حاملا لواء الانقلاب على الماضي والقطيعة مع العصور الوسطى، مجسدا معلم الحداثة الغربية وشرط إنجازها.
تتوالى فقرات «الأورجانون الجديد» منفصلة متتابعة ومرقمة، حاسمة موجزة ومكثفة، مصوغة بأسلوب بليغ عد من قمم النثر في عصره. تحمل هذه الفقرات تفصيل المنهج التجريبي. وقد جاء على جانبين أو قسمين: القسم الأول سلبي مختص بالتنويه إلى الأخطاء المتربصة بالعقل البشري كي يتجنبها، والآخر إيجابي مختص بقواعد وإجرائيات التجريب، وقد أسماها «صيد بان»، تعبيرا عن سدادها ووفرة حصائلها؛ لأن «بان» هو إله الصيد عند الإغريق.
في الجانب السلبي تناول بيكون تلك الأخطاء بتعبيره: الأوهام أو الأوثان التي تصرف الذهن عن جادة الصواب، وقسمها إلى أربعة أنماط: أوثان القبيلة أو الجنس البشري، بأسره المتربصة بالعقل الإنساني عموما، مثل سرعة التعميم والتغاضي عن الأمثلة النافية، وأوثان الكهف وهي التي تأتي بفعل تأثير البيئة التي نشأ فيها الفرد، كأن يتصور المتواضعات الخاصة بها وكأنها حقائق مطلقة، وقد يقصر جهوده المعرفية على إثباتها. أما النوع الثالث من الأوهام أو الأوثان، فهو أوثان المسرح الناجمة عن الافتتان بممثلي الفكر القدامى، فيعيش معهم المتفرج أو الباحث وينعزل عن واقعه، وهذه أوثان تشتد وطأتها في ثقافتنا نحن. كان بيكون يقصد أرسطو تحديدا ولكن الممثلين البارعين كثر. وأخيرا ثمة أوثان السوق الناجمة عن الخلط اللغوي وعدم دقة التعبير، مثلما يحدث في السوق من ضجيج ومساومة، وإذا أخذنا في الاعتبار أن فلسفات التحليل اللغوي، التي تهتم بتدقيق المعنى اللغوي من أبرز تيارات الفلسفة في القرن العشرين، أدركنا مدى ثقوب نظر بيكون في التنويه لأخطاء اللغة. والحق أن هذه الأوثان الأربعة، تقنينها وتوضيحها كي يحذرها العقل، إنما هي إضافة ولفتة ثاقبة من بيكون، مثمرة وصالحة لكل العصور، يراها البعض أهم وأبقى من الجانب الإيجابي، الذي يحمل تخطيطا لإجراءات المنهج التجريبي، ويحمل قصورات المحاولات المبدئية.
अज्ञात पृष्ठ