122

मफतीह

المفاتيح في شرح المصابيح

अन्वेषक

لجنة مختصة من المحققين بإشراف

प्रकाशक

دار النوادر

संस्करण संख्या

الأولى

प्रकाशन वर्ष

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

प्रकाशक स्थान

وهو من إصدارات إدارة الثقافة الإسلامية - وزارة الأوقاف الكويتية

शैलियों

يقطع الطريق ويقتل أحدًا فأقتله، أو زنى وهو محصن فأرجمه، وما أشبه ذلك من الأحكام الشرعية. "وحسابهم على الله تعالى"؛ يعني: أنا أحفظ وأراعي أفعالَهم الظاهرة، لا أترك أحدًا أن يترك شيئًا من فرائض الله تعالى، ولا أترك أحدًا أن يظلمَ أحدًا، وأما ما في نياتهم وعقائدهم [التي] ليس لي اطلاع فهو إلى الله، وهذا مثلُ قوله ﵇: "أنا أقضي بالظاهر، والله يتولى السرائر"؛ أي: هو الذي يعلم السرَّ وأخفى. فإن قيل: لمَّا لم يذكر الصومَ والحجَ ها هنا، فينبغي أن لا يقاتل أحدًا ممن لا يصوم ولا يحج! قلنا: قيل: لهذا جوابان: أحدهما: أن النبي ﵇ إنما خصَّ هذه الأركان الثلاثة لعظم شأنهما؛ لأن الشهادة أفضلُ شعب الإيمان وأولها، والصلاة واجبة في كل يوم خمس مرات، وهي مجمع جميع العبادات؛ لأن فيها تلاوة القرآن والقيام والركوع والسجود والتسبيح والتكبير وترك الأكل والشرب الذي هو نوع من الصوم وما أشبه ذلك من الخضوع والتذلل، وأما الزكاة فهي حقوق الفقراء وسبب معاشهم وقيامهم بعبادة الله تعالى والقوة على الجهاد، وأيضًا الزكاةُ أشدُّ شيءٍ على النفس؛ لأن النفس؛ مجبولةٌ على حب المال، فأوجب الله تعالى الزكاةَ؛ ليخالف الرجل نفسه، ويختار أمر الله تعالى على ما أحبته نفسه. بخلاف الصوم والحج؛ فإن الحج مؤخَّر إلى آخر عمر الرجل، فإذا كان للرجل التأخير في أداء الحج إلى آخر عمره، فكيف يقاتله أحد على ترك أداء الحج؟ وأما الصوم فمُسقطاتُهُ كثيرة، وهي: المرض والكبر الذي يضعف به عن

1 / 78