340

============================================================

1274مفاتيح الأسرار ومصابيح الأبرار ابن عباس: كانت سجدة تحية لا سجدة عبادة؛ وقال بعضهم: إن الله جعل أدم قبلة لملائكة وكان السجود لله؛ فسجدوا بعني الملائكة -118 ب - كلهم إلا إبليس.

وكان اسمه عزازيل؛ فلما عصى الله غيرت صورته وبدل اسمه بإبليس؛ لأنه أبلس من رحمة الله: وقيل: إنه اسم أعجمي1 وليس بمشتق من الأبلاس منع صرفه للعجمة. روى الضحتاك عن ابن عباس قال: سمي إبليس لأن الله أبلسه من الخير وكان اسمه الحارث بن مرة وعلى هذا هو اسم عربي والابلاس واقع على اليأس، والمبلس: المكتئب الحزين الآيس؛ وفي القرآن: (فإذا هم مبلسون). قال ابن الأنباري: لوكان من أبلس لانصرف ونون كما ينون الخليل؛ وقال ابن جرير: وإنما [منع] صرفه وإن كان عربيا استثقالا للصرف. واختلف المفسرون2 في آنه هل كان من الملائكة على قولين: أحدهما: أنه من الملائكة، وهذا قول ابن عباس في رواية مجاهد وطاووس وعطاء وقول ابن مسعود وابن جريج. قال ابن عباس: كان إبليس قبل آن يرتكب المعصية ملكا من الملائكة اسمه عزازيل من سكان الأرض من صنف الملائكة الذين يسمون الجن، ولم يكن في الملائكة أشد اجتهادا منه، ولما تكبر وأبى السجود لآدم لعنه الله وجعله شيطانا مريدا وسماه ابليس: وقال في رواية عطاء: سجدوا يريد ملائكة سماء الدنيا الذين إبليس منهم: وروى عكرمة عنه قال: إنما قيل لابليس الجني لآنه كان من خزنة الجنة، اشتق اسمه منها: وهذا أيضأ قول السدي وابن مسعود، وهؤلاء استدلوا بالاستثناء في قوله تعالى: (إلا إبليس ابي) وكان الخطاب بالسجود للملائكة دون غيرهم.

والقول الثاني: أنه ليس من الملائكة وإنما هو أبو3 الجن كما أن آدم أبو4 الإنس؛ وهذا قول الحسن في رواية عوف عنه وقول قتادة وابي زيد وشهربن حوشب وابن المسيب والزهري؛ ويروى نحو ذلك أيضا عن ابن مسعود وهو اختيار الزجاجم قال الحسن: ماكان إبليس من الملائكة طرفة عين، بل كان شخصا روحانيا خلق من نار السموم، له قبيل وذرية، وهو أبو* الشياطين. قال الله تعالى: (أفتيخذونه وذريته أولياءل من ذونى) والملائكة خلقهم الله من النور وعصمهم من الشهوات.

1. في الهامش عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفير.

3. س: اب.

5. س: اب.

4. س: اب ليتهنل

पृष्ठ 340