267

============================================================

تضير سورة البقرة /201 ويحيط به إحاطته بالكافرين؛ وقد شهدت عليهم -اعني على منازعي الحق في الامامة والإمارة ما ذكرناه من التمتع بالدنيا والاغترار بمهلة الأمل -ايات القرآن، وصدقتها شواهد العيان، قال الله تعالى: (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أغمالهم فيها وهم فيها لايبخسون أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يغملون).

وسر آخر: في الآثار العلوية من السحاب والريح والرعد والبرق، وقد تكلم الحكماء فيها بأنها أجسام مائية تتصاعد بخارا إلى الجو أو أجسام نارية تتصاعد دخانا إلى الجو: فيتخللها الريح؛ فيجعلها ركاما ويصادفها قليل برد من الهواء، فتستحيل ماء للبرودة التي حلت فيها، كما استحالت هواء في الأول للحرارة التي حلت فيها: فتنزل مطرا كما صعدت بخارا؛ وإن كان البرد أشد صيرها جليدا وثلجا وبردا على قدر القوة والشدة فيه، وإذا تخللها الريح فصكت بعضها ببعض أو خرجت من خلالها بسرعة حدث فيها صوت بقرع أو قلع: فيسمى ذلك رعدا، وقوة الصوت على قدر شدة القرع والقلع؛ فيحدث من الاصطكاكا ضوء في الجو ويسمى برقا،؛ وقوة الضوء على قدر شدة الاصطكاك. م في الأبخرة أجسام منها دهنية فتشتعل كالشهب خصوصا إذا صادمتها الأدخنة النارية، فاستحالت نارا، وربما تنزل متحجرة كالحديد أو صاعقة كالنار في الزجاج. وعلى هذه القاعدة سائر الآثار العلوية التي تظهر في الجو نازلة أو صاعدة، مثل الهالة وأذناب الكواكب وقوس قزح والشموس والأقمار التي ترى في الأفق: وهذا الذي ذكره تقرير لسوس من حيث هو جسماني محسوس، وقد اخفلواتقرير المعقول فيها من حيث هو روحاني معقول، وإنما ورد في حكمة النبوة أنه ما من شيء محدث في العالم الجسماني يحدث إلا ومعه كلمة فعالة من أمر الباري تعالى، وحامل تلك الكلمة الأمرية ملك روحاني: فيتقدر الخلق على الأمر؛ ولايخلو المحسوس من المعقول، ولا الجسماني من الروحاني : فيكون ملك موكل بالسحاب يامره ويزجره وذلك هو تسبيحه بحمده تعالي. سبحان من يسبح -85ب - الرعد بحمده والملائكة من خيفته). فتارة يشار إلى الرعد فيقال: هو ملك: وتارة يومى إلى الملك فيقال: هو رعد؛ وكذلك الملك الموكل بالريح والملك الموكل بالنار والملك الموكل بالأرض.

ليتهنل

पृष्ठ 267