201

============================================================

تفسير سورة البقرة /935 وقال أبوعلي الفارسي: يجوز من حيث قياس اللغة أن يكون أمن أي صار ذا أمن، منل اجدب وأعاه إذا صار ذا عاهة في ماله، كذلك أمن أي صار ذا أمن في نفسه وماله بإظهار كلمتي الشهادة. وقال المفضل: أمن به إذا صدق به، وامن له أي صدقه، ويدل عليه من هذه الآية أنه علق الايمان بالغيب ليعلم به الصادق -154- المخبر فيما أخبر عنه من الغيب، نم اورده بالذكر من بين سائر الطاعات اللازمة للأبدان والأموال، فقال بعده: (ويقيثون الصلاة ومئا رزقناهم يتفقون) وإن الله تعالى حينما ذكر الإيمان أضافه إلى القلب قال: "ولما يذخل الإيمان في قلوبكم" وقال: (وكيب في قلويهم الإيمان) وقال: (ولم تؤمن قلوبهم) وقال: (وقلبه مطمئن يالايمان) قال النبي -صلىاللهعليهوآله-: "الإيمان سر" وأشار إلى صدره، "والاسلام علانية"(432)، ولذلك اختلف جوابه لجبريل - عليه اللام - في الاسلام والإيمان؛ فأجاب في الإسلام بشرائع الايمان وفي الإيمان بالتصديق؛ وقدستي إقرار اللسان وأعمال البدن إيمانا. قال الله تعالى: (وما كان الله ليضيع إيمانكم) أى صلاتكم إلى بيت المقدس؛ وقد يقال: رأيت الفرح في وجه فلان، وسمعت علم فلان، ورأيت علمه في تصنيفه، وإنما الفرح والعلم في القلب؛ ويستدل عليهما بأماراته، والعرب ستي الشيء باسم الشيء1 إذا كان دليلا عليه. قال الله تعالى: (يزسل السعاء عليكم مذرارا".

وأما الغيب فهو مصدر وضع موضع الآسم، فقيل للغائب غيب كما قيل للصائم صوم ولمزائر زور وللعادل عدل: وهو ما كان مغييا عن العيون، وكل ما غاب عن الحس، وكان ادراكه من جهة الخبر او الاستدلال؛ وقيل: هو مقصور على ما يخبر عنه. قال الله تعالى: (فلايظهر على غيبه أحدا إلا من ازتضى من رشول".

قال المفسرون مثل سعيد) بن جبير وعطاء: هو الإيمان بالله؛ وقال ابن عباس: يصدقون الرسل فيما أخبروا به من البعث والحساب والجنة والتار، وبما أخبروا من سلطان الله وعظمته وملكوته، وهو قول قتادة؛ وقال في رواية الكلبى: هم أصحاب محمد -صلى الله عليه اله - امنوا بما أنزل على محمد من القرآن وبما أخبرهم به من أمر الآخرة؛ وقال الحسن: هو 1. في الهامش عنوان: اللغة.2. في الهامش عنوان: التفسير.

ليتهنل

पृष्ठ 201