============================================================
تفسير سورة الفاتحة/97 والكمال، متضمن لمعنى الأمر والحكم والقضاء؛ ولماكان الدين اسمأ جامعا للطاعة والعمل لا بأمره والانقياد لحكمه والتسليم لقضائه أضيف اسم الملك إلى يوم الدين.
قال الله تعالى: (وما أذريك ما يوم الدين ثم ما أذريك ما يؤم الدين يوم لاتنلك نفس لتفس شيئا والأمر يومئذ لله) وقال: "العلك يومئذ الحق للرخمن). فأدى سم "رب العالمين" معنى الخلق، وأدى اسم "ملك يوم الدين" معنى الأمر؛ فالخلقيات كلها جبروته، وهي بالأبدان أولى؛ والأمريات كلها ملكوته، وهي بالأرواح أولى؛ وكذلكا الخلقيات كلها ملكه والأمريات كلها ملكه. قال الصادق، أبوعبدالله، جعفر بن محمد-رضوان الله وسلامه عليهما-: "الأرواح ملكه، والأجساد ملكه؛ فأحل ملكه في ملكه؛ وله عليها شرط ولها قبله وعد؛ فإن وفوا بشرطه وفى لهم بوعده."(399) وقال -عليه اللام-: "إن الله تعالى اسس دينه علي مثال خلقه ليستدل بخلقه علي دينه، وبدينه علي وحدانيته." (100) فما من موجود من موجودات العالم خلقه من شيء أو أبدعه لا من شيء إلا ومعه من ملكوته ملك يدبره، وكلمة فعالة تقدره، حتى القطرة من السماء تنزل ومعهاملك، والذرة من الأرض تصعد ومعها ملك، والعالمان ليسا يتجاوران تجاور الأجرام، ولا يختلطان اختلاط الأجسام بالشكل والصورة، بل هما يتمايزان بالمعنى والحقيقة؛ وكما أجري عموم وخصوص -38 ب - في اسم الرب وإضافته إلى العالمين، يجب ان يجري عموم وخصوص في أسم الملك، وإضافته إلى يوم الدين.
وكماكان كل خصوص من عموم ينتهي بشخص معين في الخلقيات، كذلك كل خصوصي من عموم ينتهي بشخص معين في الآمريات؛ وكما تجلى الرب تعالى باسم الربوبية لشخص معين أو لشخصين: رب موسى وهرون)، وتجلى باسم الإلهية لأشخاص مخصوصين أو لشخص معين: (تعبد إلهك وإله آيائك إبراهيم وإشماعيل وإشخق إلهأ واحدأ )، وتحققت الوحدانية بهذا التخصيص والتعريف، كذلك تجلى الرب تعالى باسم المالكية والملكية لشخص معين أو أشخاص مخصوصين، فقال: (أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس" وهم ناس مخصوصون: "أم يخسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله).
ليتهنل
पृष्ठ 163