151

============================================================

والرحمة في اللغة راجعة الى رقة القلب والشفقة واللين والرفق: وضدها الفظاظة وغلظة1 القلب: وكمالها من حيث الفعل: العفو والصفح2 والإنعام والاكرام، تطلق2 على الباري تعالى، لا بحسب المعنى الأول، بل بحسب المعنى الثاني؛ وعلى هذا النحو يجري في تأويل ما ورد من الصفات المضافة إلى الله -عز وجل- مثل التحية والرضا والسخط والغضب والأسف والفرح والشوق والضحك، وما أشبه ذلك.

قال ابن المبارك: الرحمن هو الذي إذا شئل أعطى، وإذا لم يسأل غضب؛ وأنشد: 33ب اله يغضب إن تركت سؤاله ويني آدم حين يسأل يغضب4 وقد قيل: اسم الله يدل" على أنه تعالى مفزع الخلائق، يضطرون إليه في قوام وجودهم؛ واسم الرحمن يدل على أنه تعالى ملجأ الخلائق يضطرون إليه في بقاء وجودهم؛ واسم الرحيم يدل على أنه تعالى معاذ الخواص من عباده، يعوذون به في الشدائد ويتوكلون عليه في الأحوال كلها، وسيأتي عند ذكر الأسرار نظم الأسامي الثلاثة.

الأسرار في النظم القول في أسرار نظم الكلمات في التسمية إن المفسرين تكلموا في معاني الكلمات والأسامي لغة ورواية ، ولم يتكلموا في اسرارها نظما وترتيبا؛ ولأي معنى خصت بهذه الأسامي آية6 التسمية دون سائر الأسماء: ل وما السر في تقديم اسم الله على اسم الرحمن، وتقديم اسم الرحمن على اسم الرحيم، ومن ذا الذي يقدر على الوقوف على هذه الأسرار دون هداية من أهل القرآن الذين هم أهل الله وخاصته -عليهم اللام - أو يجسر على إيرادها في الكتب دون إجازة وإذن منهم، لكني لما خصصت بالدعاء المأثور: "اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمتا ما تنفعنا به بحق المصطفين من عبادك" (376) وجدت من نفسي قوة الهداية إلى كلام النبوة وعرفت لسان الرسالة؛ فاهتديت 3. س: فطلق.

1- س: غلظ 2. س: الصفج.

6. س: بدل.

وس: بغضب.

ليتهنل

पृष्ठ 151