मफतिह असरार

अल-शहरस्तानी d. 548 AH
123

============================================================

مفاتيح الفرقان في علم الفران /57 ويفترقان في أن الحق حق والباطل باطل؛ وكذلك الصدق والكذب، فإنهما يشتركان في السمع ويفترقان في البصر؛ وكذلك الخير والشر؛ فإنهما يشتركان في الصورة وبفترقان في المعنى: ولكل مثال شرح يطلب من موضعه.

ليس التضاد بين الأشياء مقصورا على تضاد الحركة والسكون، والاجتماع والافتراق، والحرارة والبرودة، والرطوبة واليبوسة، والسواد والبياض، والحلاوة والمرارة، واللين والخشونة، ولا مقصورا أيضا على مثل العلم والجهل، والقدرة والعجز، والإرادة والكراهة.

والكلام والسكوت، والعمى والابصار، والصمم والسمع؛ ولا أيضا مقصورا على مثل الحياة والموت، والحيوان والجماد، والملائكة والشياطين؛ ولكن أكثر التضاد في القرآن المجيد وعلى لسان الأنبياء -عليهم اللام - : التضاد بين مثل ومثل، كأمر وأمر، وكلمة وكلمة، وعقل ل وعقل، ونفس ونفس، وطبيعة وطبيعة، وفطرة وفطرة؛ إلى غيرها من المتمانلات من حيث الصورة والشتكل والاسم، والمتباينات من حيث المعنى، وبالجوهر والحقيقة؛ وعلى كل مثال ومثل مثال ونص في القرآن والأخبار، وسيأتي ذلك في مواضعها.

وأما الترتب والتفاضل بين الكلمات، وأصحاب المراتب والدرجات فيعلم أيضا من الآيات؛ وكل الخلائق معترفون بذلك فطرة وضرورة؛ فالملائكة تقول: (وما متا إلا له مقام معلوم)؛ ويعترفون بفضل آدم -عليهالسلام- على من قال منهم: (أ تجعل فيها من يفسد فيها) إذ أنبأهم بأسمائهم بعد قولهم: "شبحانك لاعلم لنا إلا ما علمتنا) وكذلك الأنبياء عليهماللام-: (ولقد فضلنا بغض النبيين على بغض ): وكذلك العلماء بعدهم : (والذين اوتوا العلم درجاتي): وكذلك العاملون بعدهم: (ولكل درجات مما عملوا)؛ وكذلك الناس على العموم، فعالم ومتعلم، وهو الترتب، وسائر الناس همج لاخير فيهم، وذلك هو التضادا.

و في الأخبار: "لايزال2 الناس بخير ماتفاوتوا فإذا استووا هلكوا" (3.2) فلايكون التساوي إلا حيث الظلمة، ظلمة العدم؛ ولايكون الترتب والتفاضل إلا حيث النور، نور الوجود. قال الله تعالى: (والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون والأرض فرشناها فنغم الماهدون -23آ- ومن كل شيء خلقنا زوجين لعلكم تذكرون4".

3. س: بايد.

1. في الهامش: الترتب. 2. س: لاتزال 4، س: يذكرون.

ليتهنل

पृष्ठ 123