मफतिह असरार

अल-शहरस्तानी d. 548 AH
118

============================================================

152مفاتيح الأسرار ومصابيح الآيرار الأمرية انقسمت إلى محكمات مفروغات وإلى متشابهات مستأنفات. فكل ما يتعلق بأحكام القدر المفروغ عنه والحكم السابق المعلوم فهو من المحكمات؛ وكل ما يتعلق 205.

ب - بأحكام القضاء المستأنف والحكم المتأخر المشروع فهو من المتشابهات (291) وقد يرد في القرآن المحكم بإزاء المفصل، كماقال تعالى: "الركتاب أخكمت آياته ثم ا ال ا ا ا سورة الأنعام وفي سورة السبحان 1(292).

وقد قيل: إن المحكمات هي جميع ايات القرآن، والمتشابهات الحروف التي هي على مبادي السور، يقال لها: "مفاتيح السور".

وقد قيل: إن المتشابهات هي التي أشعرت بالتشبيه الذي يحث2 تنزيه البارى تعالى عنها(292)، والمحكمات هي التي أشعرت بالتوحيد والتقديس.

وأما الناسخ والمنسوخ فقد قيل في حد التسخ إنه رفع الحكم الثابت، وقيل: إنه انتهاء ل مدة الحكم؛ وقد قيل: إنه تكميل بمعنى أن مقاصد الأحكام إذا انتهت نهايتها وبلغت غايتها فقد كملت بأحكام أخر لها مقاصد أشرف وأكمل من الأولى؛ وهكذا كلامنا في الخلقيات، مثل انتساخ2 النطفة بالعلقة والعلقة بالمضفة إلى المرتبة السابعة التي هي خلق آخر.

فالشرائع ابتدأت من آدم عليه السلام -وانتهت بالقيامة التي هي النشأة الأخرى. وكل شريعة ناسخة لما قبلها، أي مكملة لها إلى ما بعدها من كمال آخر. قال الله تعالى: (ما ننسخ من آية أو ننيها تأت بخير منها أو مثلها)، فافهم هذه الدقيقة، ولا تظنن أن شريعة من الشرائع تبطل بشريعة أخرى أو ترتفع أحكامها [و] توضع أخرى؛ فإن النطفة في الخلقيات لوبطلت أو ارتفعت لم تصل إلى المرتبة الثانية والثالثة، بل انتهت نهايتها من التمام؛ وليست صورة أخرى من الكمال مع استيفاء ذاتها. كذلك الشريعة الأولى لو بطلت أو ارتفعت لم تصل إلى النانية والثالثة، بل انتهت نهايتها من التمام، وليست صورة الكمال مع استحكام ذاتها: وكذلك الشربعة الأخيرة التي هي اشرف الشرائع قد اشتملت على أحكام لم تتبدل، ليتهنل

पृष्ठ 118