الشيخ الثقة الجليل المسند، ولما ترجم للسمعاني ٢٠: ٤٥٦ وصفه بقوله: الإمام الحافظ الكبير الأوحد الثقة محدث خراسان، فرضي الله عن علمائنا الأمناء على منحهم الألقاب العلمية بدقة.
ومع هذا السماع سماعات متعددة قصيرة، أو بلاغات كُتبت على الحواشي، لكن هناك سماعات كثيرة طويلة، جمعتها وأثبتُّها آخر الكتاب.
ومما ينبغي التنبيه إليه أمران، أولهما: أنه وجد في هذا الأصل الحفيل عدد يسير جدًا من الأوراق فيه تقديم وتأخير، لم يؤثر ولم يضرّ، وتم ترتيبها بكل دقة، والحمد لله.
ثانيهما: أنني قدمت قول الإمام البيهقي في أوائل كتابه "معرفة السنن والآثار" ١: ٢١٥، وهو يتحدث عن كتاب "السنن الكبرى": "جعلت له مدخلًا في اثني عشر جزءًا"، وقدمت معه أيضًا ما كتب على وجه الجزء الأول، قبل الورقة الأولى حسب ترقيمها في الأصل، وبخط قديم: "الجزء الأول من كتاب المدخل إلى علم السنن للبيهقي، إلى ثمانية أجزاء، كلها موجودة في هذ الكتاب، وبها يتم الكتاب إلى آخره".
وسببه: اختلاف تجزئة الفرع، عن تجزئة الأصل، وقد جاء على حاشية الأصل الأول عند الحديث (٣٠٠) ما نصه: "آخر الثالث من الأصل" أي: أصل المصنف، لكن جاء هذا في الورقة ٣٥/ أ، أي: عند ما يعادل ثلاثة أرباع الجزء الثاني من هذا الفرع أ، فهذا يشير إلى اختلاف تجزئة الفرع عن تجزئة الأصل، وانظر التعليق على (٧٤٥).
ومن المهم معرفته في أمر هذا الأصل: ترجمة خمسة رجال: المصنف: الإمام البيهقي، والراوي المباشر عنه: أبو المعالي الفارسي،
مقدمة / 17