मदखल इला सिलाज नफ्सी

कादिल मुस्तफा d. 1450 AH
75

मदखल इला सिलाज नफ्सी

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

शैलियों

5

أو بعبع وما إلى ذلك. صحيح أن ذلك مفزع جدا للأطفال، غير أنه أقل فزعا من الحقيقة؛ حقيقة أنهم يحملون في داخلهم جرثومة موتهم. فإذا كان الموت ناسوتا ماثلا هناك فربما أمكن مراوغته أو خداعه أو تهدئته .

تتيح معالم الحياة الإنسانية فرصة أخرى للمعالج لتبصرة المريض بالحقائق الوجودية للحياة. فحتى المعالم الحياتية البسيطة، مثل أعياد الميلاد أو الذكرى السنوية، لا تخلو من فعالية علاجية. إنها مظاهر انقضاء ودلائل فوات هي أدعى إلى الألم والحزن (ومن ثم نتناولها كثيرا برد الفعل المعكوس

reaction formation

فنجعلها مناسبات للبهجة والاحتفال).

وتعد الأحداث الحياتية الكبرى، من قبيل تهدد المهنة أو المرض الشديد أو التقاعد أو تكريس علاقة أو فسخ علاقة، كلها مواقف حدية هامة، وكلها تتيح فرصا لزيادة وعينا بالموت. إنها تجارب مؤلمة في أغلب الأحيان بحيث تحمل المعالجين على التركيز الكلي على إزالة الألم. غير أنهم إذ يفعلون ذلك يفوتون فرصا ثمينة للعمل العلاجي العميق لا تسنح إلا في مثل هذه اللحظات. (3-3) الموت كمصدر أولي للقلق

الخوف من الموت هو مصدر أولي للقلق ومنبع أم. فهو يبدأ في مرحلة مبكرة من الحياة، ويلعب دورا كبيرا في تشكيل بنية الشخصية. ويظل طوال العمر يولد القلق الذي يؤدي بدوره إلى الألم الظاهر وإلى تكوين الدفاعات النفسية الباطنة. غير أننا يجب أن نعلم أن قلق الموت، رغم شموليته واتساع آثاره، يقبع في المستويات الأعمق من وجودنا، وأنه يكبت بشدة، ونادرا ما نجربه بمعناه الكامل، وقلما يظهر بوضوح في الصورة الإكلينيكية. ومن ثم فهو قلما يصبح موضوعا صريحا في جلسات العلاج، وبخاصة العلاج القصير الأمد. إلا أننا لا نعدم من المرضى من هو مغمور بهذا الصنف من القلق بشكل صريح منذ بداية العلاج. فهناك كثير من المواقف الحياتية التي تدهم المريض بقلق الموت بحيث لا يجد المعالج بدا من تناوله. أما في سياق العلاج المكثف الطويل الأمد فإن قلق الموت يتبدى دائما بشكل سافر ويفرض نفسه على العمل العلاجي.

القلق في الإطار الوجودي وثيق الصلة بالحياة ولصيق بالوجود، بحيث ينأى بمفهومه عن مفهوم القلق في أي إطار مرجعي آخر. فالطريف أن المعالج الوجودي لا يعمد إلى استئصال القلق! (اللهم إلا الدرجات الزائدة المعطلة منه). فالحياة لا يمكن أن تعاش بلا قلق (ولا الموت يمكن أن يواجه بلا قلق). إن مهمة المعالج، كما يذكرنا مايو (1977م، ص374)، هي أن يخفض القلق إلى مستويات محتملة، لكيلا يلبث أن يوظفه ويستخدمه استخداما بناء كمرشد ودليل ووسيلة يزيد بها وعي المريض وحيويته.

ثمة حقيقة هامة يجب أن نحفظها جيدا؛ فرغم أن قلق الموت قد لا يكون داخلا في الحوار العلاجي بشكل صريح، فإن وجود نظرية في القلق مبنية على الوعي بالموت، قد تمد المعالج بإطار مرجعي أو نظام تفسيري يعزز تأثيره ويرفع كفاءته بدرجة كبيرة. فكل من المعالج والمريض يريد أن يسلك الأحداث في تسلسل مترابط. وما إن يتسنى ذلك حتى يغمر المعالج شعور بالتحكم والتمكن يسمح له بتنظيم المادة الإكلينيكية. إن ثقة المعالج بنفسه وشعوره بالتمكن سيعزز - ولا شك - ثقة المريض في العملية العلاجية، وهو شرط ضروري للعلاج. زد على ذلك أن النظام الاعتقادي للمعالج كثيرا ما يساعد على إبقاء المريض والمعالج لصيقين ملتئمين فيما تنمو وتزدهر الأداة الحقيقية للتغيير، ألا وهي العلاقة العلاجية.

إن النظام الاعتقادي للمعالج يمده بنسق معين يتيح له أن يعرف ماذا يريد أن يستكشف بحيث لا يصبح المريض مرتبكا مشوشا. وهو إن كان لا ينتهي إلى تفسيرات صريحة كاملة للجذور اللاشعورية لمشكلة المريض، إلا أنه قد يبث، بحذق وتوقيت مناسب، تعليقات تمس المكنون اللاشعوري للمريض، وتجعله يشعر بأن هناك من يفهمه. (3-4) العزلة الوجودية والعلاج النفسي

अज्ञात पृष्ठ