मदखल इला सिलाज नफ्सी
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
शैलियों
ومن مزاياه أنه يترفق بالقارئ المعاصر، المتعجل بطبعه، فيقدم له ما قل ودل، ويدخل به إلى صميم الموضوع من أقصر طريق، ويقدم إليه زبدته في قبضة واحدة، دانية سائغة سهلة الهضم، على وعورة الموضوع وعمقه في واقع الأمر.
وقد اتفق لهذا العمل ميزة ثانية تأتيه من طريق آخر غير طريق الاختصار. فقد قام بوضعه اثنان من أساتذة العلاج الوجودي كلاهما حجة فيه وإمام، بل رائد ومؤسس لهذا الصنف من العلاج في زمننا المعاصر، مما يمنحك الثقة أن النبع أم والورود حميد، وأنك على الخبير سقطت.
لكأن المدرسة الوجودية تقدم للعلاج النفسي بعدا ثالثا وتضيف إليه عمقا جديدا. والطريف في أمرها أنها لا تجحد فضل المدارس الأخرى ولا تلغيها، بل تبقي عليها وتفيد من إسهاماتها، وتوغل من تحتها إلى أعماق ما خطرت ببال رواد المدارس الأخرى؛ ولسان حالها يقول: «ما جئت لأنقض؛ بل لأكمل.» فالدوافع الفرويدية والأدلرية، والإشراط السلوكي، ونماذج يونج البدئية، والصيغة الاجتماعية البينشخصية
interpersonal
إلخ، كل أولئك كشوف ثمينة وخطوط هامة. غير أنها تتركنا مع صورة للمريض غير مكتملة ... صورة باهتة غائمة، لا عين فيها ولا تعبير. صورة تجوز على كل مريض ولا تميز أي مريض. زد أنها صورة مستوية ينقصها العمق ... البعد الثالث ... البعد الوجودي.
تأتي المدرسة الوجودية لكي تكمل هذه الصورة الغفل، وتهيب بالطبيب النفسي أن يتثبت في كل لحظة أنه يرى المريض الفرد على ما هو عليه، لا أنه ببساطة يسقط عليه ما حفظه من نظريات، ويرجع عليه ما تجرعه من دروس، وأنه ببساطة يراوغه ويناوره كي يوقعه عاجلا في شبكة التشخيص.
من الألفاظ التي يكثر تداولها بين الوجوديين لفظة
Dasein ، ولفظة
Daseinanalysis ، ولفظة فينومينولوجيا. أما كلمة
Dasein
अज्ञात पृष्ठ