मदखल इला सिलाज नफ्सी
مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي
शैलियों
5
فهما أمارات لها وأدلة. في ذلك يقول مارتن هيدجر: «لا يتألف العلو من الموضعة، ولكن الموضعة تفترض العلو.» إن قدرة الإنسان على أن يكون في علاقة بذاته تمنحه فيما تمنح تلك القدرة على أن يموضع عالمه وأن يفكر ويتحدث بالرموز ... إلخ. وهذا ما كان يعنيه كيركجارد عندما كان يذكرنا أننا لكل نفهم أنفسنا يلزمنا أن نعي بوضوح أن «التخيل ليس ملكة كغيرها من الملكات. ولكنها - إن صح التعبير - ملكة الملكات. فأي شعور يملكه هذا الإنسان أو ذاك؟ وأي معرفة وأي إرادة؟ ذلك شيء يتوقف في نهاية المطاف على ما لديه من ملكة التخيل، أي على الطريقة التي يتأمل بها هذه الأشياء. إن ملكة التخيل هي التي تجعل كل تفكر ممكنا. وقوة هذه الملكة الوسيطة شرط لقوة الذات (كيركجارد، 1954م، ص163).
الفصل الثاني
المدارس الأخرى
(1) السلوكية
سنشرع أولا في تفحص الفروق بين النظرية الوجودية والنظرية السلوكية. بوسعنا أن ندرك هذا الاختلاف الجذري عندما نلحظ الهوة القائمة بين الحقيقة المجردة والواقع الوجودي.
يقول كنيث سبنس
Kenneth W. Spence (1956م) قائد أحد أجنحة النظرية السلوكية: «هل هذا المجال أو ذاك من ظواهر السلوك أكثر حقيقة أو أقرب إلى الحياة الفعلية وأولى - من ثم - بالبحث والاستقصاء؟ ذاك سؤال لا يعن، أو لا ينبغي أن يعن، للسيكولوجي بصفته عالما.» ومفاد هذا القول أنه لا يهم كثيرا ما إذا كان ما تجري دراسته حقيقيا أم لا!
أية مجالات إذن ينبغي أن تنتقى للدراسة العلمية؟ إن سبنس يعطي الأولوية «لتلك الظواهر التي تسلم نفسها لدرجات من التحكم والتحليل تسمح بصياغة قوانين مجردة.» لم يرد هذا المبدأ بوضوح وتجرؤ كما ورد على لسان سبنس: ننتقي للدراسة العلمية كل ما يتسنى رده إلى قوانين مجردة. أما مسألة ما إذا كان ما ندرسه له نصيب من الحقيقة الفعلية أم لا، فذاك أمر غير ذي صلة بهذا الهدف!
1
अज्ञात पृष्ठ