मदखल इला सिलाज नफ्सी

कादिल मुस्तफा d. 1450 AH
42

मदखल इला सिलाज नफ्सी

مدخل إلى العلاج النفسي الوجودي

शैलियों

transcendere (ويعني حرفيا: يتسلق الشيء ويتخطاه) واصفا لما ينخرط فيه الكائن الإنساني كل حين، ما لم يقعد به مرض خطير أو يعطله اليأس أو القلق. وبوسع المرء بطبيعة الحال أن يلمس التطور الانبثاقي في كل عمليات الحياة. لقد أعلن نيتشه على لسان نبيه القديم زرادشت: «ولقد أسرت إلي الحياة نفسها قائلة: انظر؛ إنني ذلك الشيء الذي لا بد أن يتخطى ذاته كل حين» (ماي، وآخرون، 1958م).

وصف كورت جولدشتاين

Kurt Goldstein

الأساس النيوروبيولوجي لهذه القدرة البشرية وصفا يؤثر (ماي، وآخرون، 1958م). فقد قام بدراسة المرضى المصابين بعطب في الدماغ. فوجد أنهم - ولا سيما الجنود الذين ذهب الرصاص بأجزاء من اللحاء الجبهي من دماغهم - قد فقدوا بصفة خاصة تلك القدرة على التجريد، أي القدرة على أن يفكر المرء بصيغة الممكن. فكانوا موثوقين بأي موقف عياني مباشر يكتنفهم في أي لحظة. كان الواحد منهم يتخطفه القلق ويتناثر سلوكه لو تصادف أن كانت خزانته غير مرتبة. ذلك هو الترتيب القهري

compulsive orderliness

وهو وسيلة للتشبث المتصلب بالموقف العياني اللحظي. وعندما كان جولدشتاين يطلب من أحدهم أن يكتب اسمه على صفحة من الورق كان دأبه أن يكتبه في ركن بعينه من الصفحة فلا يحيد عنه مهما تكرر المطلب. كانت أية مجازفة بالكتابة خارج تلك الحدود من الورقة تمثل له تهديدا خطيرا! يرى جولدشتاين أن ما يميز الكائن الإنساني السوي هو هذه القدرة بالتحديد ... القدرة على أن يجرد، أن يستعمل الرموز ... أن يوجه نفسه خارج الحدود المباشرة للمكان الآني أو اللحظة المعطاة ... أن يفكر بصيغة «الممكن». أما المرضى والمصابون فإنهم يفقدون هذا النطاق ... نطاق «الإمكان»، فينكمش في عالمهم المكان ويتقلص الزمان، ويفقدون بالتالي حريتهم فقدا تاما.

نمتلك نحن البشر تلك القدرة على تجاوز الزمن والمكان. فبوسعنا أن نرتحل بأنفسنا ألفي سنة إلى الوراء لنصل إلى بلاد الإغريق ويتسنى لنا أن نشاهد مأساة أوديب تمثل في أثينا القديمة. وبوسعنا أن ننتقل للتو إلى المستقبل فنتصور ما سوف تكون عليه الحياة بعد 2500 سنة مثلا. هذه الصور من «العلو» أو «التجاوز»

transcendence

هي جزء لا يتجزأ من الوعي الإنساني. وخير مثال للعلو هو قدرة البشر الفريدة على أن يفكروا ويتحدثوا بالرموز. فأنت حين تتعهد بشيء ما أو تعد به فإن ذلك يفترض مسبقا أن لديك صلة واعية بذاتك، وهو شيء يختلف تماما عن السلوك الاجتماعي المبني على التكيف الغفل، وعن العمل وفق متطلبات الجماعة الحيوانية أو قطيع السوائم أو خلية النحل. يقول جان بول سارتر: إن الكذب أو التضليل شكل سلوكي يتفرد به الإنسان؛ «الكذب شكل من أشكال العلو أو التجاوز» فلكي نكذب يتوجب أن نكون في نفس الوقت على علم بأننا نتخطى الحقيقة وننأى عنها.

ليست القدرة على تجاوز الموقف المباشر ملكة تندرج بين غيرها في قائمة الملكات. ولكنها بالأحرى جزء من الطبيعة الأنطولوجية للكائن البشري. أما التجريد والموضعة

अज्ञात पृष्ठ