المعلومات الحقوقية الإسلامية وفقا للأساليب الحديثة(1) .
ولا يخفى أن هذا الأمل الأخير الذي أعرب عنه المؤتمر في تأليف موسوعة فقهية على طراز موسوعات الحقوق الأجنبية، كموسوعة دالوز وغيرها، هو المرحلة الجديدة التي يجب أن يجتازها تدوين الفقه الاسلامي لكي يظهر بها جوهره، ويدنو بها ثمره. وهذا من أعظم ما يجب أن تفكر فيه جامعة الدول العربية. ومن الممكن أن يعهد به إلى لجنة تتألف من بضعة أشخاص من الفقهاء والقانونيين، يتفرغون له مع عدد من المساعدين خلال بضع سنين . وإن كلفته لا تعد شيئا بالنسبة إلى عظيم فائدته وأثره(2) .
والآن نترك المجال لهذا المدخل الفقهي أن يتكلم بلسانه العلمي الهادىء، وأسلوبه الجديد المبسط الموطا، وموازناته الفقهية المتواضعة فيترجم هو عن هذا الفقه العظيم لكل قارىء، وأسأل الله تعالى التوفيق إلى خير طريق، فهو الكفيل بالهداية إلى سواء السبيل دمشق في 10 من شوال 1371 ه من تموز 1952 م.
##
(1) وقد قامت الجمعية الدولية للحقوق المقارنة بتلخيص وقائع أسبوع الفقه الإسلامي هذا وما دار فيه من بحوث ومناقشات مع التعليق عليه بما يظهر أهميته الكبرى في عالم القانون ونشرت هذه الخلاصة في ثلاثين صفحة من مجلتها (المجلة الدولية للحقوق المقارنة: في العدد الرابع من السنة الثالثة، أيلول - تشرين الأول/1951، كما نشر معهد الحقوق المقارنة بجامعة باريس نصوص المحاضرات التي القيت في هذا المؤتمر كاملة مع مناقشاتها في كتاب خاص أصدرته مكتبة مجموعة سيريه م5 للبحوث القانونية سنة 1953 بإشراف المسيو (ميو) رئيس المؤتمر.
(2) إن هذا الحلم قد أوشك أن يتحقق، فقد أنشئت أول عام 1954 م الدراسي في الجامعة السورية بعد الطبعة الثالثة من هذا المدخل، كلية للشريعة الإسلامية . وقدا بنت هذه الكلية مشروع وضع موسوعة (دائرة معارف) للفقه الإسلامي بالصورة التي تمناها هذا المؤتمر، ورصدت في ميزانيتها لعام 1956 مبلغأ للبدء بهذا المشروع العظيم، وألفت له لجنة، وباشرت اللجنة اتصالاتها بعلماء الأقطار لهذا الغرض .
पृष्ठ 25