فإذا كانتِ العربُ تُسمِّي جنسًا من أعنابِها بالدَّوالي، فلا معنى لإِنكاره على العامةِ، إلَّا أنَّ العامة تَعُمُّ بهذا الاسم جميعَ الأعنابِ، وهو عندَ العربِ واقعٌ على جِنسٍ مخصوص.
* * *
وقال أيضًا (١): (ويقولون لجمعِ الرِيحِ: أَرْيَاح. والصوابُ: أَرْواح).
قالَ الرادّ: حكى أبو حنيفة أنَّ لغة بني أَسَدٍ أنْ يجمعوا الريح على أَرْياح، على لفظِ الواحد. وكذلكَ حكى اللِّحياني (٢) في نوادره.
ومثلُهُ: عِيدٌ وأَعيادٌ (٣)، وأصلُهُ الواو لأَنَّه مِن عادَ يعودُ، لأَنَّهُ يعودُ في كلِّ سنةٍ. وطَرَدُوا ذلكَ في التصغير، فقالوا: عُيَيْدٌ، وكانَ قياسُهُ عُويدًا وأعوادًا، كرويحةٍ وأَرْواحٍ. وكثيرًا ما تقلبُ العربُ الواو ياءً طلبًا للخِفَّةِ، كقولهم: دَيَّموا، والأصلُ: دَوَّمُوا، وكقولهم: المياثيق في المواثيق، وهو من الوثيقة. وما كانَ لغةً للعربِ لا تُلَحَّنُ به العامة.
* * *
وقال أيضًا (٤): (ويقولونَ: أَرْدَفْتُ الرجلَ، إذا جَعَلَهُ خَلْفَهُ
_________
(١) التهذيب بمحكم الترتيب ٥٧. وأخلّ به أصل لحن العوام بطبعتيه.
(٢) رسالة الريح ٢٢٢ وفيها: (وذكر اللحياني في نوادره: أرياح، وذلك شاذّ، مثل: حوض وأحواض). وينظر: الزاهر ٢/ ٣٩٧.
(٣) ينظر: الزاهر ١/ ٣٩٤ وسر صناعة الإِعراب ٧٥٧.
(٤) التهذيب بمحكم الترتيب ٢٧٠. وأخلّ به أصل كتاب لحن العوام بطبعتيه.
1 / 44