إن الله ما خلقكم كالأزهار، في القفار، تزهر، ثم تذبل، ولا يتمتع أحد بشمها، ولثمها، وإنما خلقكم روحا لكل حي، ونعيما لكل موجود، فاجعلوا لنا منكم حظا، ولا أقل من النظر، فقد خفنا على أرواحنا أن تزهق ببخلكم، وتموت بصدكم، وما الله بغافل عما تعملون؟!
يا أعلام الحسن!
إن كنتم فطرتم على العزة، وجبلتم على النخوة، فهبونا بعض القرب منكم، والأنس بكم، ولكم منا ما تشاءون من ذلة واستكانة، وخضوع وعبودية، وقد عذرناكم لعزكم، فارحمونا لذلنا، وعشقناكم لحسنكم، فاعشقونا لحبنا، فكفى بالحب جمالا وبالعشق زينة، وإن الحب المملول، لخير من الحبيب الملول، فإن أبيتم إلا الصد والقطيعة، والجفاء والإعراض، فإنا نبشركم بأن الحسن حال تحول، ودولة تدول، ثم يحكم الله بيننا وبينكم وهو خير الحاكمين!
أوردية الخدين من ترف الصبا
ويا ابنة ذي الإقدام بالفرس الورد
صلي واغنمي شكرا فما وردة الربى
تدوم على حال ولا وردة الخد
3
ولقد يعجب قارئ هذا الخطاب حين يرى كاتبا يعتقد أن الجمال ملك العيون النواظر، وأن البخل به إثم وعقوق، ولكنه لو تروى لعرف أن النفس الطاهرة كثيرة الشطط، وأن صاحبها لا يسلم من الإسراف، ورحم الله ذلك العهد الذي كنت أعيش فيه بأمل غير محدود!
ليالي لا تنجو بنبلي خريدة
अज्ञात पृष्ठ