ثم قال: أما والله لو كان علي حيا ما أعطاك منها شيئا!
قالت: لا والله، ولا وبرة واحدة من مال المسلمين!
8 (10)
ولهذه المواقف الثلاثة نظائر كثيرة في الأدب العربي، وهي تحتمل ثلاثة فروض:
الفرض الأول:
أن تكون صحيحة، وهي عندئذ شاهد صحيح على التصوف في حب علي، والوفاء للميت بمثل هذه الصورة لا يكون إلا من قلوب عامرة بالإخلاص، ولا سيما إذا تذكرنا أن ذلك الميت انهزم في ميدان السياسة وانهزم ناصروه، وتمت لعدوه الغلبة فاستأثر بالحول والطول.
والفرض الثاني:
أن تكون من وضع العلويين، وهي عندئذ صورة من أهوائهم في حب أهل البيت.
والفرض الثالث:
أن تكون من وضع الأمويين، ويكون الغرض من وضعها تزكية آل حرب ووصفهم برجاحة الأحلام، فهي أيضا صورة لما كان مفروضا من وفاء بعض الناس لأهل البيت، والفرض الأخير لا يمكن قبوله في جميع الحالات؛ ففي بعض المواقف قذف لآل حرب، ورمي بالبغي والفسوق، وتذكير بمخازيهم في الجاهلية والإسلام، وفي هذه الحال لا يقبل غير الفرض الثاني؛ لأن معاوية مهما حلم فعنده هيبة الملك، وهي كفيلة بأن تقف سفه الخطاب عند الحد المعقول. (11)
अज्ञात पृष्ठ