وإلى القارئ طائفة من تلك التعابير:
سليل أكرم نبعة، وقريع أشرف بقعة - جاء بأمته من الظلمات إلى النور، وأفاء عليهم الظل بعد الحرور - محمد نبي الله وصفوته، وخيرته من بريته - خيرة الله من خلقه، وحجته في أرضه، والهادي إلى حقه، والمنبه على حكمه، والداعي إلى رشده - مبارك مولده، سعيد مورده - ساطع صباحه، متوقد مصباحه - مظفرة حروبه، ميسرة خطوبه - آخر الأنبياء في الدنيا عصرا، وأولهم يوم الدين ذكرا، وأرجحهم عند الله ميزانا، وأوضحهم حجة وبرهانا.
وإليك طائفة أخرى في الصلوات:
صلى الله على محمد خير من افتتحت بذكره الدعوات، واستنجحت بالصلاة عليه الطلبات - صلى الله على محمد خير نبي مبعوث، وأفضل وارث وموروث - صلى الله على كاشف الغمة عن الأمة، الناطق فيهم بالحكمة، الصادع بالحق، الداعي إلى الصدق - صلى الله على بشير الرحمة والثواب، ونذير السطوة والعقاب: محمد الذي أدى الأمانة مخلصا، وصدع بالرسالة مبلغا ملخصا - صلى الله على أتم بريته خيرا وفضلا، وأطيبهم فرعا وأصلا، وأكرمهم عودا ونجرا، وأعلاهم منصبا وفخرا.
وبعد هذين اللونين من مدح الرسول والصلاة عليه نقل الثعالبي فقرات في الثناء على آل البيت، وهذا دليل آخر على الجمع بين مدح النبي ومدح عترته، وأغلب الظن أن هذه الطريقة كانت مما سن الشيعة في مختلف الأمصار الإسلامية، وسنرى كيف يعود المادحون فيفردون النبي
صلى الله عليه وسلم
بالثناء حين يسلمون من النزعات الحزبية، والتشيع تحزب، وإن غلب على كثير من أهله صدق اليقين. (14)
هذا وقد رأى القارئ أن أقدم قصيدة قيلت في مدح الرسول
صلى الله عليه وسلم
بدئت بالنسيب، وسيرى ذلك سنة في أكثر المدائح النبوية، فلنقيد هنا أنهم نصوا على «أن الغزل الذي يصدر به المديح النبوي يتعين على الناظم أن يحتشم فيه ويتأدب ويتضاءل، ويتشبب مطربا بذكر سلع ورامة وسفح العقيق والعذيب والغوير ولعلع وأكناف حاجر، ويطرح ذكر محاسن المرد والتغزل في ثقل الردف، ودقة الخصر، وبياض الساق، وحمرة الخد وخضرة العذار، وما أشبه ذلك.»
अज्ञात पृष्ठ