فرح غيره به متبول
هي دنيا إن واصلت ذا جفت ه
ذا ملالا كأنها عطبول
11
كل باك يبكى عليه وإن طا
ل بقاء والثاكل المثكول
والأماني حسرة وعناء
للذي ظن أنها تعليل
وفي هذه القطعة يتكلم الشريف كلام الحكيم المحزون، والحكمة أحيانا يخلقها الحزن البليغ، والقارئ يعجب من وفرة الخيال في هذه الأبيات: فنعيم الدنيا غيم ألفته ريح الجنوب، ثم مزقته ريح القبول، والناس يستريحون حينا ليواجهوا بعد الراحة تعب الموت، كما تستجم الخيول لأيام الطعان، وغاية الناس الفناء كما أن غاية الغصون الذبول، والليالي عون على المرء مع البين، فكأنها الطول في الرماح الذوابل، والدنيا كالحسناء الغادرة تواصل هذا وتجفو ذاك، وكل باك سيبكى عليه وإن طال البقاء، وكل ثاكل سيصبح يوما وهو مثكول، والأماني حسرة وعناء لمن يحسب لجهله أنها لهو وتعليل.
ثم أخذ في خطاب الحسين ورمى قاتليه بنقض عهد الرسول:
अज्ञात पृष्ठ