माकुल और ना माकुल हमारी बौद्धिक परंपरा में
المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري
शैलियों
قال الملحد (ابن الراوندي) في شأن المعجزات والدفع في وجوهها: إن المخاريق شتى، وإن فيها ما يبعد الوصول إلى معرفته ويدق عن المعارف لدقته، وإن أورد أخبارها بعد ذلك عن شرذمة قليلة يجوز عليها المواطأة في الكذب.
فالجواب عن ذلك : أن المحقين لا يستصحون النبوات إلا من المعجزات العلمية دون تسبيح الحصى وكلام الذئب وغير ذلك مما هو طلبة من قصر باع علمه وفهمه، مشفوعة تلك بالنصوص (واستطرد المتحدث ليبين أن نبوة النبي عليه السلام كانت قد سبقتها نصوص دلت عليها) ثم قال: أما من كانت نفسه أشرف النفوس، فجسمه بمجاورة نفسه أشرف الأجسام، ومن كان في نفسه وجسمه بهذا الكمال في الشرف، لم يكن مستحيلا أن يصدر عنه ما يخرق العادة من إعجاز لا قبل للبشر بمثله.
قال ابن الراوندي عن القرآن: إنه لا يمتنع أن تكون قبيلة من العرب أفصح من القبائل كلها، وتكون عدة من تلك القبيلة أفصح من تلك القبيلة، ويكون واحد من تلك العدة أفصح من تلك العدة، إلى حيث قال: وهب أن باع فصاحته طالت على العرب، فما حكمه على العجم الذين لا يعرفون اللسان، وما حجته عليهم؟
فالجواب على ذلك: إن الكلام ألفاظ مقدرة على معان ملائمة لها، والكلام كالجسد، والمعنى فيه روحه، ومعلوم أن الأجساد - من حيث كونها أجسادا - لا تتفاوت تفاوتا كثيرا ... وليس كذلك التفاوت من جهة النفوس التي هي المعاني ... والكلام في القرآن هو بمثابة الجسد، ومعناه روحه الذي كنى الله سبحانه عنه بالحكمة، فلم يذكره في موضع من الكتاب إلا قرنه بالحكمة، وقد قاربت - أيها الخصم - بالإقرار بكونه معجزا من حيث لفظه للعرب الذين هم أهل اللسان، ثم أردفته بقولك: فما الحجة على العجم الذين ليسوا من اللسان في شيء؟ فنقول: إن في معناه المكني عنه بالحكمة التي قدمنا ذكرها ما يقوم به الحجة ...
قال ابن الراوندي الملحد: إن الملائكة الذين أنزلهم الله تعالى في يوم بدر لنصرة النبي بزعمكم، كانوا مغلولي الشوكة قليلي البطشة على كثرة عددهم واجتماع أيديهم وأيدي المسلمين، فلم يقدروا على أن يقتلوا زيادة على سبعين رجلا، وقال بعد ذلك: أين كانت الملائكة يوم أحد لما توارى النبي ما بين القتلى فزعا، وما باله لم ينصروه في ذلك المقام؟
فلم يزد صاحب «المجالس»، في رده على هذا القول، على أن قال ما معناه: إن في حديث الملائكة من أسرار الحكمة ما لا تبلغه عقولنا، وهو جواب أضعف من الاتهام.
ولعله مما ينفع هنا أن نورد جملة الاتهامات التي هاجم بها ابن الرواندي الإسلام في كتابه «الزمرذ»، والتي ذكرنا بعضها دون بعض؛ أقول: إنه مما ينفع أن نورد جملة الاتهامات ملخصة مبوبة، كما لخصها وبوبها «كراوس» في بحثه الذي نقلنا عنه ما نقلنا؛ يقول:
بافتراضنا أن مؤلف الرد (يريد «الشيرازي» صاحب «المجالس المؤيدية») سرد المقتبسات من كتاب «الزمرذ» بنفس الترتيب الموجود في النص الأصلي للمؤلف، فإننا نستطيع أن نرتب القطع المختلفة المنفردة مع الأجزاء الرئيسية التالية من الكتاب هكذا: (1)
سمو العقل على النقل. (2)
نقد الإسلام: (أ)
अज्ञात पृष्ठ