وبين هذا اللوح وأعلى الباب موضع فيه كثير من النقوش البارزة من الصفاح والفسيفساء، وعلى الجدار هذه الآية مكتوبة بالخط الكوفي:
كل من عليها فان * ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام
صدق الله. وكتبت فوق الباب أيضا في أقرب المواضع منه: «إنا لله وإنا إليه راجعون.»
ثم إن على جهتي باب الضريح نافذتين كتب فوق اليمنى منهما: «عمل أستاذ أحمد ...» وهو لا شك اسم الصانع الماهر الذي حلت يمينه ذاك البناء بتلك البدائع.
وفي داخل حجرة الضريح أضرحة أحدها ضريح كيكاوس والأخر لا يعلم من فيها، ولعلهم من أهل بيته. وعلى صناديق تلك الأضرحة بقايا نقوش من الفسيفساء تدل على أنها كانت مزينة بها. ومن يدري أية يد مدت إلى هذه النفائس فاستلبتها. ولقد ذهب جماعة إلى أن بأحد تلك الأضرحة جسد الأمير أرطغرل بك ابن السلطان ييلديرم بايزيد خان، ولكن ليس هنالك ما يؤيد ذلك.
هذه المدرسة التي كان صاحبها اتخذها كلية للطب ومستشفى للمرضى حل بها البلاء من تيمورلنك. وقد استحفظ ما بقي منها على ما وصفت ملوك آل عثمان وجعلوها معهدا للعلوم الدينية من منذ عام 1182، وبها اليوم من الطلاب أكثر من الخمسمائة، ولها أوقاف في القرى والمزارع المجاورة لها ينفق عليها من ريعها.
مدرسة جفتة منارة
مدخل جامع جفته مناره.
مدرسة جفته مناره.
أي مدرسة المنارتين. هي أمام المدرسة الشفائية. وقد دلت حالتها والنقوش التي بقي قليلها على بابها وجدرانها أنها كانت أعظم من المدرسة الشفائية؛ فإن ما عليها من التجزيع والتزيين تحار فيه العقول، ما شئت من رونق وما شئت من محاسن. لقد رأيت من جمال ما خلف القدماء كل رائع وكل باهر، فما أجد في كل ما مر بي شيئا أقرنه إلى هذه المعجزات الصناعية. شيد جانبا الباب في هذا الموضع بالآجر المرصوص أحسن رص، وتخلل ما بين كل آجرة وأخرى تطعيم بالصيني وبالفسيفساء، وكذلك المنارتان القائمتان على جانبي الباب وصار اسمهما علما للمدرسة.
अज्ञात पृष्ठ