अरबों की अंडालुस में लड़ाईयाँ
معارك العرب في الأندلس
शैलियों
وعاد في المرتين بجلائل السبايا والغنائم.
فعندئذ نادى الخليفة الناصر بالجهاد، وقد راعه تغلب العدو على كثير من الحصون الأندلسية؛ فجمع الجموع وحشد العساكر، حتى بلغت تعبئته ستمائة ألف فارس وراجل، فعبر المضيق إلى إشبيلية 1211م/607ه يستعد للقتال، فنصح له حاجبه ابن جامع ألا يتقدم في بلاد ألفنس قبل أن يفتتح قلعة شلبطرة (Salvatierra) ، فساورها ثمانية أشهر، وهي ممتنعة عليه لحصانتها، فهلك دونها ألوف، وابن جامع يمنع الناصر أن يرفع الحصار عنها ويتجاوزها إلى طليطلة، حتى أضر بها الجوع المرير فأعطت قيادها مكرهة، بعدما أنقذت إسبانية المسيحية بصبرها الطويل كما يقول جوزف أشباخ.
ذلك بأنها أتاحت لألفنس الثامن أن يستصرخ دول إسبانية خصوصا، وأوروبة عموما لتجهيز حملة صليبية غربية تذكر المسلمين بحملات الصليبيين في الشرق؛ فقد أزعجه ما انتهى إليه من أنباء قوات الموحدين وزحفها الجرار، ولاح له الخطر المخوف ينقض على قشتالة، بل على الإمارات الإسبانية مجموعة، وهيهات لا يرجى دفعه عنها، إلا إذا تظاهرت عليه وتناست أحقادها، وخير لها أن تستنجد أبناء ملتها في الغرب.
فبعث جرهارد مطران سقوبية (Ségavia)
إلى رومة يلتمس من الحبر الأعظم أن يدعو الأمم المسيحية إلى نصرة الصليب، وبعث المؤرخ ردريق مطران طليطلة وسواه من المطارنة إلى فرنسا وما يليها من الدول الأوروبية ليستثيروا الشعور الديني، مبينين الخطر الذي يهدد النصرانية، ودعا الأمراء الإسبانيين إلى الاجتماع والمفاوضة، ووضع الخطط التي ينبغي اتباعها.
فتكللت هذه المساعي بالنجاح المأمول، ولبت أوروبة دعوة الكرسي الرسولي ونداء الأساقفة المتحمس، واقتنع ملوك إسبانية بضرورة الاتحاد، فما طال الأمد حتى بدأت الوفود تتلاحق إلى طليطلة من مختلف الأمصار الأوروبية ولا سيما فرنسا، حاملين شارة الصليب دليل الذياد عن الدين، يتقدمهم كبار الأحبار يستحثونهم، ويوقدون الحمية في الصدور.
يقول جوزف أشباخ: إن جيش الوافدين بلغ في أوائل حزيران 1212م أكثر من عشرة آلاف فارس، ومائة ألف راجل، فيه من القوامس ما يقدر بألفين، أضف إليه ما أرسلت فرنسا وإيطاليا من المال والمؤن والسلاح.
وأما الجيوش الإسبانية، فأول من قدم منها جيش أرغون يقوده عاهله بدرو الثاني، وفيه طبقة مختارة من الكماة كجماعة الداوية (فرسان الهيكل)، وتتابعت بعده الفيالق من لاون وجيليقية والبرتغال، حتى فاضت طليطلة وأرباضها بالعساكر المنتشرة، والخيام المنتصبة، والخيل والعتاد، ثم زحفت هذه القوى العظيمة طالبة قلعة رباح، وفرسان هذه القلعة يلتهبون حماسة لاسترجاعها.
وكان فيها حامية من الموحدين على رأسها القائد يوسف بن قادس، فهاجمتها الجيوش المسيحية دفعة واحدة، فاستولت على المدينة دون القلعة؛ فخشي ابن قادس مغبة الحصار إذا افتتحت القلعة عنوة، وهي لا محالة ساقطة في أيدي العدو؛ فمن العبث أن تحاول قلتها مقاومة الكثرة، فآثر أن ينقذ حاميتها من الهلاك بالاستسلام؛ إذ لا ينفع الدفاع فتيلا؛ فبعث إلى ملك قشتالة رسولا يفاوضه من قبله، مشترطا أن تخرج الحامية بسلاحها مأمونة.
فرفض الأرغونيون ووفود المحاربين هذا الشرط، وطلبوا متابعة الحصار؛ فاضطر ابن قادس أن يرضى بتجريد الحامية، فغادرت القلعة بعد أن أخذت الأمان على نفوسها، وتولى الفرسان الإسبانيون حراستها مخافة أن يفتك بها جند الوافدين؛ لأنهم كانوا يريدون قتالها، وقد أغضبهم تأمينها، فسار بها ابن قادس إلى الخليفة الناصر، فأطلعه على ما قام به من التدابير لحقن دماء المسلمين حيث لا يفيد بذلها.
अज्ञात पृष्ठ