अरबों की अंडालुस में लड़ाईयाँ
معارك العرب في الأندلس
शैलियों
فجهز حملة من عشرة آلاف فارس وعشرين ألف راجل، وقدم عليها قائده موسى بن سعيد، ثم أجازها الزقاق؛ فافتتحت حصن الجزيرة، وجبل طارق، هازمة عنهما قوات المرابطين، ووافق ذلك سقوط مراكش وزوال دولة ابن تاشفين في إفريقية؛ فبات من السهل على الموحدين - وثوار الأندلس حلفائهم - أن يستأصلوا بقايا أعدائهم، أو يقسروهم على الجلاء.
ومع هذا، لم يتم لهم الأمر إلا غب معارك دامية بذل فيها ألفنس السابع جهدا عظيما دون جدوى، لنصرة الملثمين؛ فأوهنت قواه على تقدم العمر، فمات منهوكا سنة 1147م، وترامى شتيت المرابطين إلى الجزائر الشرقية (Baléares) ، أما الأندلس فلم تزل تابعة مراكش تحلم بالاستقلال، وتستيقظ على العبودية، بالأمس كان يتولاها الأمير تميم من قبل أخيه ابن تاشفين، واليوم يتولاها السيد أبو يعقوب يوسف من قبل أبيه عبد المؤمن بن علي، بربري إثر بربري، ما أضيع الثورة في سبيل الحرية!
لم يستطع الخليفة الموحدي أن يدخل الأرض الأندلسية إلا سنة 1161م، بعد أن دوخ بلاد إفريقية وافتتح المهدية وتونس، وكانتا في حكم النرمند أصحاب صقلية، فعبر المضيق ونزل بجبل طارق، فأنشأ فيه حصنا سماه جبل الفتح.
إلا أنه لم يمكث طويلا، بل آثر العودة إلى عاصمته المغربية، تاركا جيشه يوالي منازلة الثائر محمد بن سعد بن مردنيش أمير بلنسية وحليف قتشالة ولاون، وتوفي عبد المؤمن قبل أن تقمع ثورة ابن مردنيش؛ فتولى الخلافة ابنه أبو يعقوب يوسف، فتابع مجاهدة الثوار وحلفائهم الإسبانيين، حتى استنزلهم عن بلنسية سنة 1171م، فهرب محمد بن سعد إلى جزيرة ميورقة (Majorque) ، وخضع أولاده لسلطان الموحدين.
وكانت البرتغال يومئذ أشد الممالك المسيحية صولة على الأراضي الإسلامية؛ فإن مليكها ألفنس البورغوني، بعد أن حقق استقلال دولته، نازعا عنها يد قشتالة، صرف همته إلى توسيع حدودها بامتلاك ما جاورها من الثغور الأندلسية، فلقب بالفاتح لكثرة ما أخضع من المدن والقلاع، فكان على الموحدين أن يجابهوا هذا الخطر قبل استشرائه.
فحشد أبو يعقوب جيشا عظيما سنة 1184م واجتاز به إلى الأندلس قاصدا أشبونة (لشبونة) عاصمة البرتغال، فقطع نهر التاج، فاعترضته قلعة شنترين الحصينة (Santarein) ، فنصب لها أدوات الحصار، وأمر ابنه السيد أبا إسحق والي إشبيلية، أن يسير بقواته في الصباح وجهة أشبونة، ويحمي طريق شنترين، ففهم الأمر على غير وجهه وارتد بعساكره نحو إشبيلية، في حين أن شانجه (sancho) - ابن ملك البرتغال - كان يتقدم إلى شنترين بخمسة عشر ألف مقاتل، ثم ينضم إليه أسقف شنت ياقب بعشرين ألفا.
فوقع الاضطراب في صفوف الموحدين، وقلقت نفوسهم بغفلة أبي إسحق؛ إذ أصبحوا بين القلعة والجيش الزاحف عرضة للتطويق، وأدركهم المسيحيون وهم على هذه الحال المزعجة، فقاتلوا قتال اليائس، الواهن العزيمة، فدارت عليهم الدائرة، وقتلت نخبة فرسانهم، وصبر الخليفة أبو يعقوب لعض السلاح صبر الكرام حتى سقط مدرجا بدمائه، ثم توفي متأثرا من جراحه 1184م، وكان يوم شنترين مشئوم الطالع على الموحدين؛ فارتدت فلولهم الناجية إلى قواعدها الأندلسية بأسوأ مصير.
وصارت الخلافة بعد أبي يعقوب إلى ولده الأمير عبد الله يعقوب، فتلقب بالمنصور، وكان همه في بدء سلطانه أن يجهز على بقايا المرابطين في الجزائر الشرقية ليمنع عدوانهم، أو يخمد فتنة داخلية يختل بها السلام، فأتاح للبرتغال أن تغنم فرصة مؤاتية، فتستأنف الغارات على الأندلس وتعود منها بفتح جديد، ثم توفي ملكها ألفنس 1185م فتسلم العرش بعده ابنه شانجه، فسار على خطة أبيه في منازلة المسلمين.
ثم شغلته أحداث داخلية؛ فترك الجهاد لألفنس الثامن ملك قشتالة، وكان هذا الأمير لا يفتر عن غزو الولايات الأندلسية، مع ما يعاني من مشاكل عسيرة تولدت بعد وفاة أبيه شانجه الثالث؛ وذلك أن جده ألفنس السابع اتبع نظام ولاية العهد - الطريقة السيئة التي سنها أسلافه - فقسم مملكته بين ولديه، فجعل أكبرهما شانجه الثالث على عرش قشتالة، وأعطاه حق الجزية على مملكتي نافار وأرغون، وجعل أصغرهما فردينان الثاني على عرش لاون وما يليها، وأعطاه حق السيادة على البرتغال، وكأنه أراد أن يتدارك خطر هذه التجزئة فاشترط على فردينان أن يكون تابعا لأخيه.
وفي سنة 1158م توفي شانجه الثالث ملك قشتالة عن ولد في الثالثة من عمره اسمه ألفنس - ويلقب بالنبيل - بعد أن عهد في الوصاية عليه إلى بعض أشراف كاسترو من أكرم الأسر الإسبانية، ولم يجعل الوصاية لزوجه بلانكه أخت ملك النافار؛ ولا لأخيه فردينان؛ خوفا على الطفل من مطامع عمه وخاله، وكانت أسرة لارا تنافس أبناء كاسترو في الشرف والسيادة، فساءها أن يصبح الملك في حوزة نديدتها، تعتز به ويتعاظم نفوذها وسلطانها، فحملها الحسد على أن تختطف الأمير الصغير وتجعله في عهدتها، فأدى عملها هذا إلى حدوث مجزرة بين الأسرتين دميت لها إسبانية وتفككت أوصالها.
अज्ञात पृष्ठ