تقطيعه وتفصيله فهو فعّال من الفري صيغة مبالغة، وهمزته بدل من الياء لا من الواو كما هو فى مذهبه الأوّل.
وفى أنساب السمعاني: «قال أبو الفضل الفلكىّ: لقّب بالفرّاء لأنه كان يفرى الكلام. هكذا قال فى كتاب الألقاب» .
ويقول ابن الأنبارى فى الأضداد ١٣: «وبعض أصحابنا يقول: إنما سمى الفرّاء فرّاء لأنه كان يحسن نظم المسائل، فشبّه بالخارز الذي يخرز الأديم، وما عرف ببيع الفراء ولا شرائها قطّ. وقال بعضهم: سمى فرّاء لقطعه الخصوم بالمسائل التي يعنت بها، من قولهم: قد فرى إذا قطع قال زهير:
ولأنت تفرى ما خلقت وبع ... ض القوم يخلق ثم لا يفرى
معناه: تخرز ما قدّرت. والخلق: التقدير» .
ولا يعرف متى أطلق عليه هذا اللقب، ولا بدّ أنه حين اكتمل وبدا نضجه وغلبته للخصوم.
مولده ونشأته:
وكانت ولادة الفرّاء بالكوفة سنة ١٤٤ هـ فى عهد أبى جعفر المنصور. ونشأ بها وتربّى على شيوخها. وكانت الكوفة أحد المصرين اللذين كانا مقرّ العلم ومربى العلماء، والمصر الآخر البصرة. وكانت الكوفة حافلة بالشيوخ فى فروع العلم المعروفة فى ذلك العصر. ومن شيوخه فيها قيس بن الربيع، ومندل بن علىّ، وأبو بكر بن عيّاش والكسائىّ، وسفيان بن عيينة. ويقال إنه أخذ عن يونس بن حبيب البصرىّ، وإنه كان يلازم كتاب سيبويه.
مقدمة / 8