فرفض.
كان يعمل، ووجد نفسه مرغما على استخدام سكرتير آخر للعمل في المساء في كتابة المقالات الأدبية والسياسية التي كانت تعرضه لمعارضة عنيفة وأحيانا حاقدة. وكانت تنضاف إلى مشاغله في القضايا العامة همومه الشخصية في الجامعة؛ كما كانت الصحف التي تظهر وتختفي تستصرخه وتسبب له الكثير من الشقاء بسبب تخليه عنها. فبعد «مصر»
106
كانت هناك الدروب المشوشة إلى «السياسة»
107
ثم صدور صحيفة «الاتحاد»
108
وكل ما كان في السنوات التالية ينذرنا باستمرار. إذ كان كل ذلك عاجزا عن أن يؤمن لنا ما يسمى بمورد ثابت.
ولم تكن تتوقف في الجامعة الجديدة، مختلف أشكال التخبط والدسائس والمؤامرات التي لم تكن تنتهي. وكان من المتفق عليه أن طه أستاذ بكرسي؛ ومن ثم، فهو في الدرجة الثانية من التصنيف، إلا أنه يكتشف في ديسمبر أنهم وضعوه في الدرجة الثالثة؛ الأمر الذي كان مخالفا للقانون، إلا أنهم كانوا على استعداد لاصطناع قانون آخر من أجل تنفيذ مآربهم. ويهرع إلى الوزير وإلى رئيس الجامعة، وبعد مناقشات لا طائل من ورائها، كان فيها قاسيا وفي نظر لطفي جارحا، فإنه يخرج حانقا، ويحاول لطفي تهدئته. وهذا ما كتبه لي بعد ثلاثة أيام، (وكنت في أبي قير
109
अज्ञात पृष्ठ