Colle »؛
5
لأن المال قوة عاتية!
28 يونيو
ثمانية أشهر مضت على رحيلك. السماء سوداء والمطر يهطل. والحق أن «جاردونيه» تشاركني حزني بصورة خارقة. على أن مديرة الفندق وضعت إلى جانب صورتك وردة رقيقة وشاحبة.
سأعيد القيام برحلاتنا كلها. سأتوقف حيث توقفنا. في غمرة أيام الإجازات أعتزل الناس ولا ألفظ إلا ما هو ضروري من الكلمات. لكم أتمنى أن أكون مجرد عابرة، بالمعنى المطلق لهذه الكلمة! ولو أنني استطعت ذلك لجعلت من نفسي خيالا لا يرى. وفي الصمت، أتجه نحوك بكل قواي. كل ما بقي مني يأتي إليك. وإنما لكي آتي إليك أكتب وأتابع كتابة كل ما يطوف بقلبي. •••
لم يكن يبدو عليه المرض إطلاقا ذلك السبت 27 أكتوبر.
6
ومع ذلك، ففي نحو الساعة الثالثة من بعد الظهر شعر بالضيق. كان يريد أن يتكلم، لكنه كان يتلفظ الكلمات بعسر شديد وهو يلهث. ناديت طبيبه والقلق يسيطر علي. لكني لم أعثر عليه، فركبني الغم. وعندما وصل، كانت النوبة قد زالت، وكان طه قد عاد إلى حالته الطبيعية. وفي تلك اللحظة وصلت برقية الأمم المتحدة التي تعلن فوزه بجائزة حقوق الإنسان، وانتظاره في نيويورك في العاشر من ديسمبر لتسلم الجائزة، وكان الطبيب هو الذي قرأها له، مهنئا إياه بحرارة؛ غير أنه لم يجب إلا بإشارة من يده كنت أعرفها جيدا كأنها تقول: «وأية أهمية لذلك؟!» وكانت تعبر عن احتقاره الدائم، لا للثناء والتكريم، وإنما للأنوطة والأوسمة والنياشين.
وبعد أن حقنه الطبيب «بالكورتيجين
अज्ञात पृष्ठ