Koyre »
182
و«جورج وسيمون ديلو
Deslous »، ومن أقربهم كامل حسين وماري وجين.
كان «تيميلي
Thémélé »، عازف البيانو الأعمى، يأتي أحيانا لتناول العشاء أو الغداء، ثم يجلس وراء البيانو. كان يعرف أن طه يحب كثيرا الليلة الثانية «لفوريه
Fauré »، فكان يعزفها له دوما عزفا متقنا. لم يحقق تيميلي ما كنا نتمناه له نحن وأصدقاؤه من سمعة كعازف شهير؛ إذ ليس من السهل على أعمى أن يفرض نفسه كعازف ممتاز. كان يقوم، ولعله لا يزال يقوم فيما أظن، بعديد من الجولات في حين يستقر بين كل جولة وأخرى في أثينا. لكنه كان يستحق ما هو أكثر من ذلك.
ومن بين الناس الذين عبروا سراعا، هناك بعض من أفكر فيهم في أغلب الأحيان، وإنك لتعلمين ذلك يا مارتا. فلم نكن نلتقي خلال أكثر من سنة إلا قليلا جدا، ثم عدت إلى بلدك مع زوجك في ربيع عام 1951، ثم لم نلتق بعدها. وها هي خمسة وعشرون عاما تمضي على آخر لقاء لنا، ومع ذلك فإننا نتبادل الرسائل كما لو كنا نثرثر في صالون الزمالك! لقد تحولت هذه العاطفة المدهشة في قوتها إلى صداقة عذبة. مارتا الجميلة تحت قبعة الشعر المبيض باكرا، الذكية، المثقفة، الشجاعة في الأوقات الصعبة ... كنت تحبين، وما زلت، طه، وتحدثينني عنه في كل رسالة من رسائلك. لم تنسي صوته على الهاتف يوم رحيلك، وهو أيضا كان يحبكما كليكما. وأحب أيضا طفلكما الذي لم أر وجهه قط والذي تحملان معه الوعد المثير. •••
كانت حرب إسبانيا قد بدأت واستعر أوارها. وقد عرفنا رجلا ممتازا ووطنيا يلتهب وطنية، وإنسانا ذا عقيدة صلبة، إنسانا ذا ثقافة عظيمة، كان سفيرا لجمهورية إسبانيا في القاهرة، ولقد طلب من الحكومة الإسبانية في المنفى أن تمنح وساما لطه الذي كان قد منحه الدعم والثقة؛ الأمر الذي جعل طه يتأثر أعظم التأثر لهذه اللفتة. لقد مات في القاهرة، حيث يرقد في المقبرة المدنية، قرب واحد من الذين كانوا يعجبون به بعمق، وأعني جورج حنين الذي اختفى بسرعة قبل سنتين. إنني أحتفظ لجابرييل آلومار
183
अज्ञात पृष्ठ