فقال محمد علي باسما: ولعلك لم تضطر إلى ذلك؟
فقال صالح أغا: لم أضطر إلى ذلك؛ لأنه كان في هذه المرة ميالا للمسالمة. هو رجل عنيد ومن حسن الحظ أنه استعد للتفاهم.
فقال السيد عمر: نحن لا ننكر عليه أنه رجل شجاع. أظنه قاوم حتى لم يبق عنده شيء يقاوم به.
فقال صالح أغا في شيء من الجفاء: على كل حال قد انتهى الأمر وأعلن خورشيد استعداده للتفاهم.
فبادر محمد علي قائلا: هذا حسن. هذا حسن. هل له شروط معينة؟
فقال السيد عمر في إصرار: وهل هناك شروط لمن يريد التسليم؟
فقال محمد علي: لا بأس يا صديقي أن نستمع إلى شروطه.
ونظر إلى صالح أغا قائلا: ما هي شروطه أيها السيد؟
فقال صالح أغا: يخرج هو ورجاله بغير أن يتعرض لهم أحد. وتدفع مرتبات جنوده من الخزينة. وتحمل أمتعة الجنود كلها على حساب الحكومة.
فنظر محمد علي إلى السيد عمر مكرم كالمستفهم، وقال بعد حين: لا أظننا نستطيع أن نصرف هذه المرتبات وإلا ثار علينا جنودنا يطالبوننا مثلهم.
अज्ञात पृष्ठ