أما من أهملها من المحدثين فهذا معروف في منهج المحدثين أنهم قد يذكرون نص الحديث ويتركون السبب أو المناسبة اختصارا.
والسبب (سبب ورود هذا الحديث) ثابت من طرق أخرى غير ما في صحيح مسلم فقد روى عبد الله بن أحمد في كتاب الفضائل (1/56) من طريقين عن إسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن عبد الله بن أبي أوفى وذكر القصة وهذا سند قوي وقد صححه المحقق أيضا[7].
ورواه أحمد في الفضائل (1/55) عن الشعبي مرسلا وفيه القصة (شكا عبد الرحمن بن عوف خالد بن الوليد إلى رسول الله (ص)..).
وروى أحمد في المسند (4/530)[8] بسند صحيح عن أنس بن مالك قال (كان بين خالد بن الوليد وعبد الرحمن بن عوف كلام، فقال خالد لعبد الرحمن بن عوف: تستطيلون علينا بأيام سبقتمونا بها، فبلغنا أن ذلك ذكر للنبي (ص).. الحديث).
ورويت القصة من حديث أبي هريرة -عند ابن عساكر وأبي نعيم بإسنادين من طريق ذكوان عن أبي هريرة.
فرواه ابن عساكر (35/269) من طريقين عن الحسن بن علي الجعفي عن زائدة بن قدامة عن الأعمش عن ذكوان عن أبي هريرة بلفظ (وقع بين عبد الرحمن بن عوف وخالد بن الوليد بعض ما يكون بين الناس... الحديث).
وكذا رواه ابن عساكر (35/269) من طريق أبي نعيم من طريق زائدة عن عاصم بن أبي النجود عن ذكوان عن أبي هريرة[9] وأنا أتفق مع الأخ سليمان أن ذكر أبي هريرة في الإسناد وهم، وأن الصواب الأعمش عن ذكوان أبي صالح -وهو راوية أبي هريرة- وسبب الوهم أن أبا صالح هو راوية أبي هريرة فبعضهم سلك الجادة فوهم وقد وهم مسلم في اخراجه الحديث من مسند أبي هريرة.
وقد يكون الوهم ممن بعد مسلم كما نبه على ذلك الحافظ ابن حجر في الجزء الذي أخرجه في تخريج الحديث[10].
على أية حال: القصة ثابتة بما سبق من حديث أنس ومن طريق جرير عن الأعمش بالإسناد المذكور.
ووردت الزيادة من حديث ابن أبي أوفى أو مرسل الشعبي ويضاف على ذلك:
पृष्ठ 12