وقد استدلت الإمامية على صحة إمامة الطفل ( المهدي والجواد ) بنبوة نبي الله عيسى عليه السلام صغيرا ، وهو استدلال في غير محله وقياس باطل لوجود الفارق بين النبوة والإمامة ، وإلا لما كان هناك فارق إلا في التسمية ، وتكلم عيسى عليه السلام لم يكن إلا تبرئة لساحة السيدة الصبارة مريم صلوات الله عليها ، ولو سلمنا جدلا بصحة القياس بين النبوة والإمامة فما زال قياسهم بنبوة عيسى عليه السلام لإثبات إمامة محمد بن الحسن باطلا لأن نبوة عيسى في صغره ليست قاعدة مطردة حتى يستدل بها وإنما يفهم منها الإمكان وفرق بين الإمكان والوقوع ونحن أنكرنا كليهما ؛ أما الإمكان فلأن الإمامة لها أحكام لا يمكن لأحد القيام بها إلا إذا توفرت شروط الإمامة ، والطفل لا يمكنه ذلك بل إن الصلاة لا تصح خلفه لاشتراط البلوغ في صحتها ، وأما الوقوع فلعدم الدليل عليه ولبطلان ما تدعيه الإمامية ، فالاستدلال على صحة إمامة الصغير بنبوة عيسى عليه السلام صغيرا غير صحيح لأنه لا يدل على وقوع الإمامة للصغير ، وكذلك إثبات طول العمر لمحمد بن الحسن العسكري عندهم بمكث عيسى والشيطان ونوح والخضر لأننا نطالب بالدليل الذي يدل على الوقوع لا على الإمكان ، وذلك لأننا لا ننكر أن الله قادر قدرة مطلقة حتى تستدل الإمامية بعيسى والخضر والشيطان ونوح لأجل إثبات أن محمدا العسكري ما زال على قيد الحياة فنحن أنكرنا أن المهدي هو محمد بن الحسن وأنكرنا أنه ولد وأنكرنا أنه ما زال على قيد الحياة وأن له غيبة لإنكارنا ولادته ولعدم الدليل القطعي أو الظني على إمامته ، وهل في بقاء عيسى عليه السلام إلى اليوم دليل على بقاء محمد بن الحسن من حيث الوقوع ؟
पृष्ठ 46