अरब के साथ: इतिहास और मिथक में
مع العرب: في التاريخ والأسطورة
शैलियों
ومن قائل: إن لليد الغريبة شأنها، فالبيزنطيون والأحباش يتمنون أن يقدم الملك على مثل هذا الأمر، فيتسنى لهم أن يوقدوا الحماسة ليجردوا عليه حملة عظيمة.
ومن قائل: إن الملك لن يقترف هذه الحماقة والفظاعة.
فيجيبه آخر: بل جاءنا الخبر أن الملك قطع عزما لا نكوص عنه.
وحقا أقبل يوم من أيام تشرين، من السنة 523 بعد الميلاد، فشهدت نجران هولا وهمجية، وشهدت بطولة وإيمانا، كل ذلك في مزيج واحد، في ساعة من تلك الساعات الحاشدة العنيفة العجيبة التي لا يجهلها التاريخ.
قيل: أمر ذو نواس فحفر أخدودا واسعا في الأرض، ثم أمر فأضرمت نار عظيمة في الأخدود، ودفع بنصارى نجران إلى أشداق النار، واحدا واحدا، فكانوا يستقبلونها شجعانا صابرين، يتحدونها ويتحدون المخلوق الذي أمر بهذا التحريق البشري المنكر.
ولم ينج من الضحايا إلا رجل سمته الرواية ثعلبان.
فمضى ينتفض رعبا، ويغلي حقدا، حتى أتى القسطنطينية، فقابل الإمبراطور يوستين الأول وأخبره النبأ الهائل.
فأنفذ يوستين إلى ملك الحبشة رسالة خطها بيد راعشة، وفي هذه السنة نفسها - 523 بعد الميلاد - تحركت حملة حبشية تضم في صفوفها نحوا من سبعين ألف رجل، وعبرت البحر إلى اليمن بقيادة أرياط.
واندحر الحميريون، ولكنهم تابعوا القتال سنتين، فلم يستسلموا إلا في السنة 525، بعد أن تجددت الحملة بقيادة أبرهة.
أما ذو نواس فإنه حين أحس بانهيار ملكه ركض بجواده إلى البحر، ودخل في الأمواج وفي تاريخ الحمقى المتوجين.
अज्ञात पृष्ठ